هاشتاغ- إيفين دوبا
حصدت إيفلين سبلة إعجابا كبيرا من قبل عدد من النساء. فهي أول امرأة تتولى منصب مدير مخبز، وهو إنجاز لم تحققه أي امرأة أخرى في تاريخ سوريا.
مسيرتها المهنية كانت مثار اهتمام مديريها على الرغم من الحرب وما تحمله من مشاعر خوف وذعر ودمار من حولها. ابنة محافظة حمص وسط سوريا أصبحت اليوم مسؤولة عن إدارة مخبز سلحب بحماة بكل ما فيه. فهي اليوم لا تدبر فقط إعداد مائدة الطعام لأسرتها بل باتت مسؤولة عن تأمين الخبز لكل أبناء منطقتها.
فبينما كانت نساء منطقتها كغالبية نساء سوريا ينتظرن أزواجهن وأولادهن للعودة بسلام من الحرب أصرت “سبلة” كما تقول على الالتزام بدوامها ضمن المخبز قبل أن تتسلم الإدارة.
ولاقى اختيار “سبلة” لهذا المنصب رواجاً في السوشال ميديا، في حين عبرت عن سعادتها بكل ما كُتب عنها، والذي ضاعف من مسؤوليتها وحرصها على أداء مهامها بالشكل الأمثل، لتكون أهلاً لتلك المحبة والثقة التي تم منحها إياها.
تتابع “سبلة”: “اليوم أثبتت المرأة السورية أنها قادرة على تحمل المسؤولية مهما كان شكلها وأين ما كان مكانها.. أتمنى أن أكون قد فتحت الطريق لتولي المرأة مناصب أخرى غير معروفة في سوريا بعد”.
تقيم “سبلة” في القرية نفسها التي أصبحت مديرة المخبز الحكومي فيها. متزوجة ولديها ثلاثة أولاد.
تحولت حياتها في المخبز بعد أن تسلّمت إدارته وأصبحت تغيب عن المنزل لساعات طويلة. وتقول: “الهم أصبح كبيراً.. لكن زوجي داعم مهم لي ولأولادي مع الساعات الطويلة التي أغيب فيها عن المنزل”.
تفتخر “سبلة” بعائلتها وأبناء منطقتها الداعمين لها في الأوقات كلها، بحسب قولها، وتقول بعينين متقدتين: “أريد أن أبين للناس أن المرأة يمكنها أن تحقق أي شيء”.
وحول موازنتها بين عملها الجديد وأسرتها، ترى أن المرأة العاملة عموماً. تتمتع بالقدرة على الموازنة والتنظيم ما بين العائلة والعمل. سيما أن الظرف العام ضاغط على الجميع، وضاعف بدوره من مهمة صاحب البيت بالسعي أكثر والغياب عن عائلته لمدة زمنية أطول، بسبب العمل وتأمين حياة أفضل لأفراد عائلته.
المذهل ربما في تولي إيفلين سبلة منصب مديرة مخبز حكومي حين تقول: “في سنوات الحرب في سوريا اضطرت نساء عدة في منازلهن لصنع الخبز ومن وقتها هن مديرات من دون أن يدرن”.
وعاشت عائلات سورية عدة أوقاتاً صعبة خلال فترة الحرب على الرغم من حرص الحكومة على توفير الخبز. لكن أسراً عدة اضطرت في فترات معينة صناعة الخبز في المنزل.
وتقول “سبلة” إن غالبية مديري الورديات في الأفران هم من النساء إضافة إلى وجود عدد كبير من النساء يعملن في الأفران. وتضيف: “أنا ابنة المخبز منذ سبع سنوات وإدارتي له ما هو إلا حصيلة جهد العاملات كلهن معي”.
قبل البدء بالعمل ضمن مخبز سلحب، عملت “سبلة” مدرسة لمادة اللغة العربية في مدارس عدة بالمنطقة. وعبّرت عن سعادتها بمنصبها الجديدة بوصفها أول مديرة مخبز في سوريا، إذ إنه سيشكل مساحة جديدة لها تبرهن فيها قدرة المرأة السورية على خوض أي مجال عملي بالحياة، وأن الكفاءة المهنية لا تنحصر بجنس معين.
وتحسنت الأمور اليوم كثيرا في مخبز سلحب، إذ إنه من المقرر أن يتم افتتاح كشك حر في المنطقة بحسب الوعود التي أطلقها محافظ حماة في زيارته مخبز سلحب، وبذلك يتم تخفيف الضغط على المخبز والأهالي وتوفير الخبز بأسرع وقت ممكن، كما تقول “سبلة”.