بعد عامين من هزيمة “داعش” لآخر موطئ قدم لها في سورية، تعيش أكثر من 200 امرأة من 11 دولة أوروبية و 650 طفلاً في مخيمين سوريين، الهول وروج.
على الرغم من أن الأوروبيين يمثلون جزءاً صغيراً من 60 ألف شخص محتجزون في المخيمات، تواجه الحكومات الأوروبية ضغوطاً متزايدة لإعادة البالغين إلى المحاكمة وسط حجة بأن تقاعس الدول عن العمل ينتهك التزامها حقوق الانسان.
طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” حكومات الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد. باستعادة رعاياها الموجودين في أحد مخيمات النزوح شمال شرقي سورية على وجه السرعة.
وامتنعت العديد من الدول الأوروبية عن السماح بعودة عائلات أعضاء داعش. لكن بعضها، مثل بلجيكا وفنلندا، يستجيب الآن لنصائح الخبراء الأمنيين والجماعات الحقوقية. الذين يقولون إن الإعادة إلى الوطن هي الخيار الأكثر أماناً. وأن ترك النساء وأطفالهن في سورية يمثل مخاطرة أكبر.
مخيم الهول.. غوانتانامو في الصحراء ودولة خلافة صغيرة
وشبه “كريس هارنيش”، مخيم الهول في سورية بمعتقل غوانتانامو. حيث قال المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية والذي نظم إعادة المواطنين الأمريكيين في عامي 2019 و 2020، “لطالما انتقدت أوروبا الولايات المتحدة بسبب خليج غوانتانامو، لكن الآن لديك معتقل غوانتانامو في الصحراء”.
يقر خبراء أمنيون وجماعات حقوقية ومحامون ممن ذهبوا إلى مناطق “داعش”. بأن الحكومات الأوروبية تواجه مخاوف أمنية مشروعة، إلى جانب الديناميكيات السياسية في البلدان التي تخشى الهجمات الإرهابية. لكن عدداً متزايداً من مسؤولي الحكومة والاستخبارات يقولون إن ترك مواطنين أوروبيين في سورية يأتي بمخاطر أكبرز بما في ذلك قد ينضمون إلى الجماعات الإرهابية التي تستهدف أوروبا.
ووصفت وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي هذا العام مخيم الهول بأنه “خلافة صغيرة”.
وتقول معظم الدول الأوروبية إنه ليس عليها أي التزام قانوني بمساعدة مواطنيها في المخيمات وإن البالغين الذين انضموا إلى داعش يجب أن يحاكموا في العراق وسورية.
عودة الأوروبين من المخيمات السورية خيار أكثر أماناً
ومع ذلك، قال ” فنسنت فان كويكنبورن” وزير العدل البلجيكي، إن حكومته ستنظم عمليات إعادة 13 امرأة و 27 من أطفالهن في غضون أشهر. بعد أن ذكرت أجهزة المخابرات في البلاد أن داعش يكتسب القوة في المخيمات. وقال إن السلطات تلقت “نصيحة واضحة” بأن إحضار النساء والأطفال إلى بلجيكا هو الخيار الأكثر أماناً.
قال “توماس رينارد” الباحث في معهد إيغمونت، وهو مركز أبحاث مقره بروكسل: “سيشكل العائدين دائماً خطراً، بعضها منخفض، وبعضها مرتفع جداً”، مضيفاً أن العائدين يمكن أن يتسببوا في تطرف السجناء في السجن أو محاولة القيام ببعض الهجمات. ومع ذلك، فإن عواقب عدم الإعادة إلى الوطن تفوق بشكل متزايد تلك المخاطر.
وتقول جماعات حقوقية إن الأطفال لم يرتكبوا أي خطأ وأنهم يعانون من المرض وسوء التغذية والاعتداء الجنسي. توفي المئات، وتم الإبلاغ عن عشرات حالات الإصابة بفيروس كورونا في المخيمات، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية.
أعادت دول مثل الولايات المتحدة وكازاخستان وتركيا العديد من مواطنيها لمقاضاتهم، وفي بعض الحالات، إعادة دمجهم في المجتمع.
لمتابعة المزيد من الأخبار انضموا إلى قناتنا على التلغرامhttps://t.me/hashtagsy