الأحد, فبراير 23, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسوريا"مدفع رمضان" في سورية لم يعد للحياة مع انتهاء أصوات الرصاص!

“مدفع رمضان” في سورية لم يعد للحياة مع انتهاء أصوات الرصاص!

 

“مدفع الإفطار… ضرب”.. جملة اعتاد العرب والسوريون سماعها عند الإفطار، حيث ينطلق صوت مدفع إيذاناً بانتهاء ساعات الصيام وحلول وقت الإفطار مع أذان المغرب.
صوت مدفع الإفطار كان أحد أبرز مظاهر شهر رمضان، إلا أن كثيرين لا يعرفون حكاية ظهوره وتطوره بشكل مستمر، حيث اختلف المؤرخون حول قصة وآلية ظهوره إلا أن جميعهم اتفقوا على أن العاصمة المصرية القاهرة كانت أول مدينة إسلامية المدفع عند الغروب، إيذانا بحلول موعد الإفطار.

وأرجع البعض بداية ظهور مدفع رمضان إلى عهد محمد علي، وبعضهم يرجعه إلى عهد الحملة الفرنسية على مصر، إلا أن أسعد نديم أستاذ الأدب الشعبي كشف في تصريحات لمجلة “الفنون الشعبية” بالعام 1975، أن الأرجح أن ظهور مدفع الإفطار في مصر لأول مرة في زمن الدولة العثمانية، وبالتحديد عام 859 هجرية.
كان يحكم مصر وقتها الوالي العثماني خوشقدم، وتلقى هدية من صديق ألماني هي مدفع رائع في الشكل والتصميم، وقرر تجربته حيث صادف تجربة المدفع في أحد أيام رمضان وانطلق لأول مرة في وقت الإفطار، ليظن المصريون أنه وسيلة جديدة للإعلان عن الإفطار.
في اليوم التالي، انتظر المصريون اطلاق المدفع ليفطروا على صوته إلا أنه لم ينطلق، فغضبوا وخرج وفد شعبي يضم الشيوخ والعلماء إلى القلعة يطلبون مقابلة الوالي ليطلبوا تعميم تجربة المدفع في رمضان، ولم يجدوا الوالي لكن قابلوا زوجته وكان اسمها “الحاجة فاطمة”، فعرضوا عليها الأمر، ورحبت بالأمر وعرضته على الوالي ليصدر تعليماته بإطلاق المدفع ساعة المغرب في رمضان إيذانا بالإفطار، ومن هنا كان تسمية مدفع الإفطار في قلعة صلاح الدين بالقاهرة باسم “مدفع الحاجة فاطمة”.
فيما رجحت آراء أخرى أن المدفع بدعة فرنسية منذ أيام الحملة الفرنسية على مصر، حيث حاول نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية حاول مجاملة المصريين وأمر ببناء مدفع فوق المقطم وآخر في الإسكندرية، لينطلق وقت الإفطار والسحور ثم انطلقت الفكرة لتشمل معظم الدول الإسلامية.
هناك رواية ثالثة بأن ظهور المدفع مصادفة كان في عهد الخديوي إسماعيل، حيث كان بعض الجنود ينظفون أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة وقت أذان المغرب.

رمضان سورية “لم يعد كما كان”!

منذ عام 2011 تغيّر وجه شهر رمضان، ولم يعد يشبه ما كان عليه في السابق. فمنذ ذاك التاريخ أصبح الصيام والإفطار والعيد مصبوغين بصوت المعارك التي عمّت أرجاء البلاد، بدب صوت “المدفع” وهذه السنة، بعد أن خفت صوت المعارك ينشغل بال الجميع بعنوان عريض: ضائقة مادية “لم نعرف لها مثيلاً من قبل”.

أما بالنسبة الى عبارة “يدق المدفع” اليوم في سورية هي مجرد تعبير رمزي لا فعلي، فقبل الحرب كان مدفع رمضان تقليداً لا ينفصل عن هذا الشهر، حيث تُعلَن ساعةُ الإفطار عن طريق طلقة مدفع تؤذن للصائمين بتناول الطعام. ورغم تغيّر العادات والتطور التقني بقيت تلك الطلقة من أهم علامات حلول ساعة المغرب، حتى جاءت الحرب، وغاب صوت مدفع رمضان مثل كثير من الأمور الأخرى، وحلّت محله مدافع حقيقية. وحتى بعد أن صمتت تلك الأصوات في معظم أنحاء البلاد، لم يعد مدفع رمضان للحياة.

لمتابعة أخبارنا على قناة التلغرام اضغط على الرابط: https://t.me/hashtagsy

مقالات ذات صلة