طلب مدير إحدى المدارس في لندن من التلاميذ أن يكونوا أشبه بشخصية التلميذ نيفيل لونغ بوتوم من سلسلة “هاري” ويكشفوا أصدقاءهم (الحقيقيين)، بعد ظهور أدلة على وجود “ثقافة الاغتصاب” في المدارس والجامعات في أنحاء البلاد كافة.
وقال جيمس هاندسكوم مدير مدرسة “هاريس ويستمينيستر” الثانوية أثناء اجتماع للطلاب: إن “التفكير الدقيق” كان أمراً حيوياً في خضم فضيحة التحرش الجنسي بالمدرسة، وهذا يعني “الوقوف في وجه أصدقائك عندما يتصرفون بطريقة لَمَا كنت ستقبلها من أعدائك”.
وقرأ السيد هاندسكوم مقطعاً من كتاب “هاري بوتر وحجر الفيلسوف” يقوم خلاله التلميذ نيفيل بمواجهة هاري وصديقَيه رون وهيرميون (التلميذة الجديدة في مدرسة هاغوورتس) عندما حاولوا التسلل للخروج من مكتب الساحر غريفندور العامة.
وبعد الاستشهاد بمقطع لـدمبلدور، مدير مدرسة هاغورتس السحرية، ، قال مدير المدرسة اللندنية: “نحن بحاجة إلى الوقوف في وجه أصدقائنا. نحن بحاجة لكشفهم، وعلينا القول إن هناك بعض السلوكيات التي لا تتوافق مع صداقتنا. نحن بحاجة إلى الابتعاد عن الأشخاص السيئين، مثل شخصيات ديث إيترس الشريرة”.
قال السيد هاندسكوم، الذي كان في السابق قد استشهد بمقطع للمغنية تايلور سويفت في اجتماعاته مع التلاميذ، إن ما حدث في هاريس وستمنستر لم يكن بدرجة السوء الذي أُبلغ عنه في مدارس أخرى.
لكنه قال إنه أجرى “محادثات غير مريحة” مع التلاميذ حول “الكيفية التي سمحنا من خلالها بحدوث المضايقات والاعتداء والبغضاء”.
مضيفاً: “كيف يمكننا أن نوضح أن لمس بعضنا البعض على الفخذ دون أن يطلب الآخر ذلك بشكل واضح هو تصرف غير مرغوب فيه؟ كيف يمكننا أن نتحلى بالشجاعة لنخبر صديقاً أن ما قاله للتو غير مناسب وغير مقبول؟ كيف يمكننا التأكد من أنه عندما يقوم شخص ما بالرد على هذه التصرفات، فإنه سيتلقى دعماً من المحيطين به ولن يُتجاهل؟ كيف يمكننا جعل أولئك الذين يتعرضون للاعتداء قادرين على إخبار شخص ما، والتأكد من أن شكواهم ستؤخذ على محمل الجد؟”.
يأتي الاجتماع الذي عقده السيد هاندسكوم وسط عشرات الآلاف من المزاعم بارتكاب أعمال عنف واعتداء جنسي في المدارس والجامعات البريطانية.
وكان موقع “إيفريون إز إنفايتد” Everyone’s Invited الإلكتروني قد جمع نحو 16 ألف شهادة، وقالت سوما سارة مؤسسة الموقع إن “ثقافة الاغتصاب” تمثل مشكلة بالنسبة لجميع المدارس.
ونشرت وزارة التعليم مراجعة لمسألة الاعتداء الجنسي في المدارس، بينما قام مكتب المعايير في الوزارة بدراسة “مدى المشكلة وخطورتها”.
وكان وزير التعليم غافين ويليامسون قد قال في آذار/ مارس إنه سيُتخذ “الإجراء المناسب” للرد على تقارير الاعتداء الجنسي.
وكتب على “تويتر”: “لا ينبغي أن تكون أي مدرسة- سواء كانت مدرسة مستقلة أو مدرسة حكومية- بيئة يشعر فيها الشباب بعدم الأمان، ناهيك عن أن تكون مكاناً قد يحدث فيه اعتداء جنسي المزاعم التي سمعتها في الأيام الأخيرة مروعة ومقيتة”.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام