هاشتاغ سوريا – خاص – مالك معتوق
غاب فيروس كورونا عن سوريا على الخريطة العالمية لانتشاره مهما تكاثرت الشائعات، إلا من حالة واحدة لفتاة عشرينة قدمت إلى سورية من لندن عبر لبنان.. وتقول الحكومة السورية إنها تتماثل للشفاء.
بات الوباء قريباً جداً من سوريا وراحت السلطات في دمشق تفرض على مواطنيها قواعد حياتية جديدة خوفاً من انتقال العدوى والإصابة بهذا الفيروس الملعون على حد تعبير عامة الشعب، فباتت وسائل النقل مرعبة، وأقفلت الجامعات والمدارس ودور الحضانة أبوابها، كما جرى اقفال النوادي الليلية والمقاهي، وبات نفس الأركيلة من الممكن أن يكلفك حياتك.
الإجراءات الحكومية كانت الأكثر صرامة منذ سنوات، في محاولة للوقاية من وباء كورونا الذي ضرب دول الجوار السوري.
حين بدأ الحديث عن فيروس كورونا مطلع العام الحالي، شعر الجميع في سوريا بأن الحديث لا يخصهم وأنهم بعيدون كل البعد عن كل هذه المجادلات حول فايروس غزا البشرية في غفلة من الزمان.
لم يكن مشهد انتشار كورونا في سوريا ضمن السيناريوهات اليومية التي يحاكيها السوريون في عقولهم، ولم يفكروا في حتمية الموقف وبأن الفايروس التاجي بات فعلا وباءً عالمياً، حتى تم اكتشاف الحالة الأولى في البلاد حينها صار الذعر سيد الموقف..
في سوريا التي تخوض حربا مدمرة ضد الإرهاب لم تنطفئ منذ تسع سنوات، باتت المخاوف تزداد من احتمالية انتشار كورونا.. ومن الواضح أن كورونا ذاك الوحش الصغير لن يرحمنا إذا ما تهاونا، يقول المثل إن “مستعظم النار من مستصغر الشرر”.. وربما تكون الشرارة التي ستطلق هذا الجني من قمقمه هي المعابر اللاشرعية التي تربط سوريا بما جاورها من بؤر كورونا, وهو ما يثير القلق لدى السوريين.
ولا أدل على ذلك, ما حدًث به الناشط في مجال الخدمة الاجتماعية في الغاب
طأبو اللمك الكميت أيوب” هاشتاغ سوريا من تسرب عشرات الشباب السوري العامل في لبنان تهريبا من معبري العقيربة وتلة في حمص الى الداخل السوري.. يقول أبو اللمك إن الموضوع ليس مجرد تهريب بضائع ومواد غذائية وأفراد فقط. وإنما تهريبٌ لكورونا أيضاً, وهو ما لا يريد السوريون تهريبه وادخاله الى وطنهم.
ولأن الوطن فوق الجميع “هكذا يقول الناس للناس في الغاب وسوريا” لم يتوانى كل أهالي شطحة في منطقة الغاب بريف حماة عن الإبلاغ عن الشبان الذين وصلوا أمس الإثنين من لبنان الى المنطقة عبر المعابر غير الشرعية، مدفوعين بخوفهم من تفشي فايروس كورونا على الأراضي اللبنانية.. حيث حضرت سيارات الصحة ونقلتهم للفحص فورا وفقا لما صرح به لهاشتاغ سوربا رئيس بلدية مرداش حمزة عاقل الذي كان من أول المتحركين لضبط حالات التهريب غير الشرعي وإبلاغ الصحة والجهات المعنية للقدوم إلى عين المكان لإجراء التحاليل للشبان الداخلين بطريقة غير شرعية.
وهو ما يتطابق وأقوال مدير صحة حماة جهاد عابورة الذي كشف أن هؤلاء الشبان كانوا خائفين من انتقال العدوى لهم نتيجة تواجدهم في الأراضي اللبنانية، فعادوا إلى سوريا عبر معابر غير شرعية، وتم الوصول إليهم من قبل فرق التقصي في المحافظة ومتابعة حالاتهم.
ويتابع عابورة: إن الجميع كانوا بصحة جيدة ما عدا حالة واحدة كان لديها ارتفاع بسيط في درجات الحرارة، تم إعطائها المسكنات ومتابعتها حتى انخفضت درجة حرارتها، شاكرا المجتمع المحلي في الغاب الذي ساعد ويساعد الجهات المختصة بمتابعة الحالات مؤكدا أن الشباب المحجور عليهم كانوا راضين عن الإجراءات المتبعة.
وبالعودة إلى رئيس بلدية مرداش حمزة عاقل, يقول الرجل انهم قاموا بنشر تعاميم في مختلف القرى التابعة لمجال البلدية واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لتذكير المواطنين بقانون الوقاية من الأمراض السارية وخاصة المادة 13 من القانون والتي تنص على التالي: يعتبر كل من قام عن قصد بإخفاء مصاب أو عرّض شخصاً للعدوى بمرض ساري أو تسبب عن قصد بنقل العدوى للغير أو امتنع عن تنفيذ أي إجراء طلب منه لمنع تفشي المرض الساري، يعتبر أنه ارتكب جرماً ويعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات وبغرامة من 50 ألف إلى 500 ألف ليرة سورية.
إنهم خائفون كلمتان ربما تجسدان هواجس الشباب الذي يتسلل إلى وطنه عبر معبر غير شرعي.. خائف لأني لم التحق بخدمة العلم خائف لأنني مطلوب جنائيا.. أسباب يقول عاقل لهاشتاغ سوريا إنها هي التي دفعت هؤلاء الشباب للعودة الى بلدهم تهريبا وهي ما قد تدفعهم لإخفاء أنفسهم خوفا من الملاحقة القانونية، لكن رئيس بلدية مرداش عاد وأكد مطمئنا هؤلاء الشباب بأنه في اجتماع سابق في المركز الثقافي في السقيلبية كان من بين الحضور مدير المنطقة الذي قال لعاقل بأنه لن تتخذ إجراءات بحق هؤلاء الشباب حتى وإن دخلوا إلى سوريا عن طريق المعابر غير الشرعية إلا إجراءات الفحوص الطبية حرصا على عدم الوقوع في المحظور, ودفع الشباب إلى التخفي وعدم الخضوع للحجر.
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الجانب تواصل هاشتاغ سوريا مع مدير ناحية شطحة في الغاب بريف حماة المقدم وائل إسماعيل الذي أكد أنه لن تُتخذ أية إجراءات قانونية بحق المحجور عليهم صحيا سواء أكانوا مطلوبين أو متخلفين عن خدمة العلم خلال تلقيهم الرعاية الطبية وهو ما يؤكد توجهات الحكومة السورية إلى حماية مواطنيها حتى وإن كانوا ممن ضل الطريق.. فالدولة “إم الصبي” كما يقول السوريون.
ولأن الهم كل الهم هو التخلص من شبح هذا الوباء المحتمل فهنالك من نذر حياته ووقته وجهده من العاملين في القطاعات الطبية والصحية في سوريا لمواجهة الفايروس التاجي والحد من تغوله على أبناء هذه الأرض، في وقت يختبئ الناس وراء جدران منازلهم المحصنة عازلين أنفسهم حتى عن أنفسهم فرارا من جائحة كورونا المستجد..
هم جيش سوريا الصحي الذين يخوضون سباقا محموما مع كورونا.. ومنهم الدكتور أنور علي مسؤول النقطة الطبية في قرية الفريكة في الغاب السوري وعنهم يحدث هاشتاغ سوريا فيقول: هناك فريقان طبيان يعملان في الغاب فريق النقطة الصحية في الفريكة وفريق في مدينة السقيلبية وكلا الفريقان يتابعا بالتعاون مع الجهات المختصة في المنطقة الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا سواء دخلت إلى المنطقة عبر المعابر الشرعية أو عبر المعابر غير الشرعية.
وبرغم الصعوبات التي واجهتها الفرق الطبية في اليوم الأول من تطبيق الإجراءات الاحترازية وفقا للدكتور علي إلا أن هناك وعيا كبيرا بدأ يتشكل لدى أهالي الغاب حيث شرع كثيرون منهم بمراجعة النقاط الطبية بمجرد الشعور باي عرض من الأعراض سواء أكان ذلك ارتفاعا في درجة الحرارة أو زلة تنفسية أو غيرها من عوارض كورونا المستجد..
ويشرح الدكتور أنور علي في حديثه لهاشتاغ سوريا الجهود الحثيثة المبذولة من النقاط الصحية في الغاب فيقول: نجول يوميا على منازل المواطنين ونقوم بحجر الحالات المشتبه بها بالتعاون مع مشفى السقيلبية الحكومي الذي يقوم بتصوير صدر المريض وإجراء كل التحاليل اللازمة مجانا مع الحجر في المشفى لمدة خمسة أيام فإن كانت النتائج طبيعية يُعاد المريض إلى المنزل مع فرض حجر صحي ذاتي إلى جانب اتخاذ كل التدابير الاحترازية من وضع الكمامة إلى التعقيم المستمر واخبار المريض بضرورة الحفاظ على مسافة أمان بينه وبين الأشخاص المحيطين به كما نقوم باستمرار يقول الدكتور أنور علي بالتواصل مع الحالات هاتفيا للاطلاع على كل المستجدات الطارئة..
ويؤكد مسؤول النقطة الطبية في الفريكة على أن جميع الحالات التي تم الاشتباه بها أتت نتائجها سلبية والحمد لله.
نعم من حقنا أن نخاف.. كل إنسان في سوريا اليوم من حقه أن يخاف هذا الوباء المجهول الذي نجهل مصدره وكيفية علاجه.. ولكن لقد عاش الحب في زمن الكوليرا، في رواية الأديب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز، فهل ستعيش سورية بكل أهلها الطيبين في زمن الكورونا؟.. سؤال يبقى برسم التزام الناس بشعار “خليك بالبيت” وإجراءات الحكومة السورية الحازمة في التصدي للوحش الصغير “الفايروس التاجي” القاتل.
ختاما حمى الله سوريا وحفظ شعبها..