السبت, نوفمبر 23, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارمستقبل الصراع السوري – الإسرائيلي

مستقبل الصراع السوري – الإسرائيلي

هاشتاغ – مازن بلال

توضح الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا أن هذا الإجراء العسكري تجاوز منذ بداية العام مسألة “درء المخاطر” وفق التعبير “الإسرائيلي”، فبينما كانت الاعتداءات بحسب التصريحات الإعلامية “الإسرائيلية” تتحدث عن استهداف الوجود الإيراني أو شحنات الأسلحة لحزب الله، فإن معدل الاعتداء الذي تجاوز عمليا الستين هجوما جويا منذ بداية العام؛ يضع خطر المواجهة بين سوريا و “إسرائيل” في موقع جديد.

عمليا فإن “إسرائيل” تنفذ هذه الاعتداءات في وقت تخوض فيه حربا على غزة وعند الحدود مع لبنان، وبحسب التقارير الأمريكية فإن “الجيش الإسرائيلي” منهك بعد قرابة عام من بدء الحرب بعد عملية طوفان الأقصى، لكنه على الرغم من ذلك يراقب مساحة واسعة من سوريا ليس بوصفها جبهة محتملة فقط، بل أيضا بوصفها جزءا من معركة مستقبلية و”عدواً” يمكن أن يظهر بشكل مفاجئ، وهذا يدفع “القيادة الإسرائيلية” إلى التعامل مع “أهداف محتملة” تشكل خطرا لا يرتبط بالوقت الحالي فقط، بل يشكل حالة خاصة تهدد التوازن لـ”إسرائيل” على مدى المتوسط.

تبين الرسوم البيانية للاعتداءات الإسرائيلية تكرار الضربات على مناطق معينة، وباستثناء بعض الحوادث الخاصة التي دخلت ضمن إطار الاغتيالات المباشرة، أو حتى الاستهداف الخاص لشخصيات إيرانية في دمشق، فإن بعض الأهداف يتم الاعتداء عليها اعتداء متكررا، بما فيها مركز البحوث في حماة الذي كان أيضا هدفا خلال السنوات الماضية، وهذا الأمر يؤشر إلى أن الأهداف “الإسرائيلية” مرتبطة بالدرجة الأولى بالبنية التحتية العسكرية.

في المقابل فإن دمشق كانت الأكثر استهدافا بسبب عمليات الاغتيال، لكن المناطق في ريفها أو ريفي حماة وحلب هي النموذج “الإسرائيلي” الأساسي للاعتداءات، إء تم اختيار أهداف تمثل عودة سوريا إلى التوازن العسكري مع “إسرائيل”، وتوضح الرسوم البيانية أيضا أن تلك المناطق على الرغم من أنها لا تمثل أي خطر مباشر، فإنها في دمشق هي نقاط دفاع أساسية منذ حرب 1973، بينما في حلب وحماة هي مواقع بنية تحتية للجيش، وهو ما يعني بالدرجة الأولى محاولات إسرائيلية لفرض واقع عسكري يمنع سوريا ولو مستقبلا من إيجاد أي توازن عسكري مع “إسرائيل”.

معدل الاعتداءات في كل شهر

بالرغم من أن الاعتداءات “الإسرائيلية” لم تتوقف منذ عام 2011 لكنها تبدلت في نوعية الاستهداف، خصوصا خلال العام الحالي، فهناك تخوف واضح من نهاية الأزمة السورية، وهذا يعني إعادة تجميع الجيش مرة أخرى في المناطق الساخنة عند الحدود مع “إسرائيل” في الجولان المحتل، وعلى الرغم من أن اتفاقيات عام 1974 لفصل القوات منعت أي حرب مباشرة في تلك الجبهة، فإن المعادلات الإقليمية تغيرت، وعودة جبهة الجولان لتصبح “جبهة مرنة” على نموذج الجبهة اللبنانية – “الإسرائيلية” نفسها هو أمر يدخل ضمن الحسابات لـ”الجيش الإسرائيلي”.

في حسابات الحرب مع “إسرائيل” فإن التوازن العسكري أساسي للقيادات “الإسرائيلية”، وهو معركة خاصة يتم خوضها بشن الاعتداءات على سوريا التي ما زالت خطرا واقعيا وليس مجرد احتمال، فالعلميات العسكرية “الإسرائيلية” لم تعد مجرد تحييد لخطر محتمل بل معركة لكسب التوازن الإقليمي مع دمشق على الرغم من النتائج كلها التي ترتبت عن الأزمة السورية عسكريا وسياسيا.

لمتابعتنا على التلغرام اضغط على الرابط https://t.me/hashtagpress

مقالات ذات صلة