هاشتاغ سوريا- وسام كنعان
لا يمكن الحديث عن النجم المصري محمد رمضان إلا كظاهرة حقيقية، اتفقنا أم اختلفنا على مساحة موهبته، وصدق سلوكه وغير ذلك… هو بدون شك الممثل الأكثر تحطيماً للأرقام القياسية في عالم السوشال ميديا، والرجل الذي زحف إلى الصفوف الأمامية مطيحاً على مستوى الجماهيرية بكلّ من سلفه! مرّة قال في أحد لقاءاته التلفزيونية بأنه سبق له تقديم مسرحيات، كان يستمر في عرض كلّ واحدة منها سنيتن، أو ثلاث سنوات بشكل متواصل، إلى أن قدّم عرضاً في مسرح «الهرم» الذي كان يسمى مسرح «الزعيم» تيمناً بكوميديان مصر الأوّل عادل إمام، والذي لم يصعد خشبة هذه المسرح أحد غيره. إلى أن أتى رمضان وأزال صورته، وقدّم عرضه الجماهيري على خشبة هذا المسرح ولوقت طويل. أثار السلوك حينها حنق الصحافة المصرية، معتبرة بأن رمضان يزيل صورة واحد من رموز مصر الفنية! فرّد الممثل الأسمر بتهذيب عال ودبلوماسية تحسب له معتبراً بأنه يتشرّف بعادل إمام، ويعتبره مثله الأعلى، ولا يمكن له إزالة الصورة لولا طلب صاحب المسرح وهو منتج العرض! مناسبة هذا الحديث عن فكرة المسرح الجماهيري في سوريا، وهي الكذبّة الوقحة التي يروّجها بعض من يتاح لهم الشغل على الخشبة، ويتمكّنون من جذب عشرات المتفرجّين أو المئات وربما الآلاف في بعض الأحيان النادرة، لكن على مدار بضعة أيّام، فإذا بهم يصدّعون رؤوس الناس أنهم جماهيريين! هنا لابد من ذكر الأشياء بمسمياتها. المسرح الجماهيري هو مسرح عادل إمام ومحمد رمضان بمعنى أن يستمر العرض لعدّة سنوات والصالة تكون ممتلئة عن بكرة أبيها في كلّ يوم، ولكي لا يسوّق أحد مزحة سمجة، ويدّعي بأنه صاحب مسرح جماهيري بذريعة صورة فيها عشرات المتفرّجين، يجب التذكير أنّه في تاريخ سوريا لم يقدّم أحد مسرح جماهيري سوى «مسرح الشوك» وعروض دريد لحّام مع محمد الماغوط، ومن ثم همام حوت على رداءة ما كان ينجزه! فيما عدا هاتين التجربتين، كلّ ما يحكى عن جماهيرية عرض مسرحي، لم يزد جمهوره عن 500 متفرج يومياً على مدار 20 يوماً، أو شهر على أبعد تقدير، بمعنى أنه بمجرد نشر شاعرة رديئة تعليقاً لها على صفحتها الشخصية على الفايسبوك، فإنها ستحصد جماهيرية أكثر من تلك العروض!