هاشتاغ سوريا- وسام كنعان
أوقفت جائحة كورونا التي تخيّم على الكوكب، غالبية المسلسلات التي كان يتم تحضيرها لشهر رمضان، ومن بين هذه المسلسلات “شارع شيكاغو” تأليف ورشة كتّاب وإخراج محمد عبد العزيز) المسلسل يروي قصة فتاة دمشقية تهرب برفقة بطل شعبي في حقبة الستينيات، حيث تلجأ لتياترو في شارع شيكاغو الذائع الصيت (يتفرّع عن الشارع الواصل اليوم بين جسر فكتوريا وساحة المحافظة) و الذي كان يمثّل في وقتها الامتداد الحضاري والمعاصر للمجتمع الدمشقي.
ينتهي الصراع بجريمة قتل غامضة تتكشّف خيوطها في الوقت الحالي على يد محقق يعثر صدفة على ملف القضية. هكذا، تتحول الحقبتان الزمنيتان مرآتين تعكسان قصص الصراع والحب والتضحية. والمسلسل من بطولة : دريد لحاّم، عباس النوري، سلاف فواخرجي، أمل عرفة وآخرون.
تلعب فواخرجي دور الفتاة التي تقع في قصّة الحب وتلجأ لبارات شارع شيكاغو، ثم تتعرض للقتل على يد الشخصية التي يؤديها دريد لحّام، بينما تؤدي أمل عرفة دور مغنية ملاهي رخيصة يسيطر عليها رجل أعمال فاسد ويستغلها لتحقيق جملة من صفقاته المشبوهة! اللافت أنه خلال مصادفة جمعتنا بالشاعر السوري خليل درويش أبدي غضبه وانفعاله، لأن الإعلام صامت على قصة هذا المسلسل التي لها صاحب أصلي بحسب ما يقول في تصريحه ل هاشتاغ سوريا مؤكداً بصوت مرتفع ومستشهداً بمجموعة أسماء من أصدقائه المثقفين الذين أصغوا طويلاً لأحداث هذه الرواية بصوت كاتبها وعلى شرفة منزله وهو الروائي السوري الراحل برهان بخاري. يقول درويش ويضيف في : “كنا نجلس لنستمع فصول الرواية التي كتبها برهان بخاري ولم ينشرها.
كان يريد الاستئناس بآراء مجموعة من رفاقه. لكنه فارق الحياة وظلّت روايته حبيسة أدراجه مع مجموعة من الروايات الأخرى كان ينهي الأشياء ولا ينشرها.
حدث ذات مرة أن اقتبس أحد الروائيين العراقيين شيئاً مما كتبه برهان، بعد أن هيّأ له سماعه معنا ونشره باسمه بعد رحيل برهان، لكنه خرج ممسوخاً لأن القيمة الحقيقية عند من بخاري ومهارته في سبك الأحداث وحرفته في التوغّل في أماكن لا يعرف الوصول إليها أحد مثله! لا نريد كأصدقاء لبرهان شيئاً من صنّاع المسلسل سوى عربون وفاء بمثابة حق معنوي واضح وهو أن تفتتح شارة العمل بشكر صريح وواضح لصاحب رواية “شارع شيكاغو” الأصلي أي الراحل برهان بخاري!