هاشتاغ_زياد شعبو
لا اكتب فرحاً بفشل أطفال و لا حباً بجلد الذات ولا تشفيا بأصحاب ومشرفي مشروع تطوير كرة القدم السورية.
لا على العكس تماما، حالي حال الجميع ممن رحبوا بهذا العنوان العريض الذي يمثل مستقبل كرة القدم السورية وتابعت كما الكثيرين تفاصيل هذا المشروع والمباريات في المحافظات، وكان الأمل بهذا المشروع أن يعطينا خلاصة الموهبة في البلاد، لكن النتائج ايقظتنا من أحلامنا وتركتنا أمام واقع يتفجر حسرة وغضب.. فإلى متى !
فجر الكرة السورية لن يطلع
منذ اللحظات الأولى التي أقر فيها اتحاد الكرة مشروعه الخاص والحالم بتطوير كرة القدم السورية وخلق جيل جديد يمارس اللعبة بطرائق تنافسية حديثة، اتضحت العناوين وسرعان ما ضاعت بمنهاج التنفيذ.
مجلس الاتحاد من ناحيته قدم كل ما يلزم لوجستياً ومادياً للانطلاق وأحال الشأن الفني والتنظيمي للدائرة الفنية في الاتحاد مع البروفيسور فجر ابراهيم الذي وضع الآلية وترك للجان الفنية في المحافظات أمر ترشيح المدربين وملحقات العمل الفني في كل محافظة مع تشكيل دوريات في كل محافظة تتنافس لتشكل منتخبات منطقية.
أقرأ المزيد: نادي جيرونا الإسباني.. ما بين السطور!
يلي ذلك مرحلة بطولة مصغرة على مستوى المحافظات ثم تجمع نهائي يتم فيه انتقاء المواهب بناءا على آلية نقاط لكل لاعب تضعها لجان من الخبرات الفنية المركزية التابعة للدائرة الفنية.
تبدو الآلية للوهلة الأولى مثمرة لكن النتائج ظهرت مبكرا، فالتعيين جرى بأساليب ملتوية وسرعان ما انعكس على العمل الذي سادته الفوضى والمزاجية وانتقائية فاسدة مع عوامل لوجستية لا تساعد الطفل والناشئ وتشكل خطرا عليه في بعض مراحل المشروع.
أذا كان الخلل منذ البداية برمي المسؤولية باتجاهات مختلفة مع غياب المتابعة الجدية من قبل الدائرة الفنية في الاتحاد حتى تضيع المساءلة فيما بعد في حال فشل المشروع بنتائجه الأولية.
وهذا يقودنا لاستنتاج آخر، فما الغاية من تكرار نفس التجربة مع نفس الشخص وانتظار نتائج مختلفة؟
إلى ماذا استندت الدائرة الفنية عينها في تكريس اسم المدرب المصري تامر حسن في قيادة المنتخب الناشئ بعد فشله أساسا في منتخبات أقوى فنيا ومواهب كمنتخب الشباب والمنتخب الأولمبي مع التذكير أن المنتخبات الأخيرة لم تكن أساسا حاصل عملية مشروع التطوير!
كل هذه الأسباب تجتمع في نقطة واحدة تتلخص بأن الفشل يقع على الجميع ووجود تامر ليس إلا كبش فداء عند الفشل، وأن اللجان الفنية في المحافظات تتحمل مسؤولية فشل انتقاء المواهب.
اما في حال حدثت المفاجأة ونجح المنتخب الناشئ الذي مثل حصيلة المشروع فشخص واحد سيظهر بثوب النجاح .
تجريب المجرب!
إن المشهد الذي ظهر فيه المنتخب الوطني تحت 17 عاما في بطولة غرب آسيا العاشرة المتواضعة بالمنتخبات المشاركة كان محبط جدا والخروج المبكر من دور المجموعات بانتصار يتيم مع أداء أقل ما يقال فيه أنه صادم وكارثي في فئة عمرية قدمت أكبر الإنجازات للكرة السورية سابقا.
مشروع ظهرت فيه نقاط خلل كبيرة، فلا يكفى أن تصرف الميزانيات على استنساخ التجارب بل تحتاج إلى كوادر يتم تأهيلها وانتقاؤها مع استقلالية كاملة وجدول زمني للعمل وآلية واضحة للانتقاء والمتابعة، فالأمر ليس مجرد محاضرات ومؤتمرات صحفية، البلاد تحتاج إلى رياضة مدرسية سوية وأندية حاضرة في مدارسها الصيفية والانتقاء يتم من خلال المراقبة الدائمة مع وجود مستكشفين متخصصين في اكتشاف المواهب، تليها عملية الدعوة لمعسكرات طويلة يجري فيها العمل على كل المستويات النفسية والفنية والذهنية والتكتيكية والتغذية والخ …
أقرأ المزيد: جنة كرة القدم العالمية
عمل متكامل ينتج عنه لاعب متمكن ومثابر مع موهبته الفطرية التي يجري تطويرها، أي نحتاج لمشاريع طويلة الأمد واستراتيجية. أما العمل على مبدأ تلفزيونات الواقع وستار أكاديمي والاستعراض فلايمكن أن يقدم أي نتائج في عالم كرة القدم.
أقول قولي هذا علنا نتعظ قبل أن نهدر المزيد من الوقت والأموال المجمدة على مشاريع من دون جدوى.