متلازمة “اليد الغريبة”، مرض عقلي ربما لم يسمع به معظمنا سابقاً، ولكن من شاهد فيلم “مش انا” الذي كتبه الفنان المصري تامر حسني وأخرجته سارة توفيق، ستكون لديه فكرة كاملة عن هذا المرض.
هاشتاغ-منهل الصغير
“وكأنها شخص آخر” هكذا تصبح يد المريض بعد تعرضه لمتلازمة اليد الغريبة التي ظهرت أول حالاته المعروفة والموصوفة في الأدبيات الطبية، عبر تقرير حالة مفصلة نشرت باللغة الألمانية عام 1908 من قبل الطبيب النفسي وأخصائي الأعصاب الألماني “كورت غولدشتاين”.
تخيل لو أنك تسير في الطريق وفجأة تقوم يدك بضرب أحد المارة دون أن تسيطر عليها، أو أن تحاول خنق نفسك بيدك، فأعراض هذا المرض النادر الذي أصاب 14 شخصا في العالم غريبة من نوعها، فتقوم اليد المصابة بسلوكيات غريبة مثل شد الشعر أو تمزيق الملابس أو التحرش الجنسي، ومن الممكن أن تصل لمرحلة القتل، مما يهدد حياة الشخص المصاب والأشخاص المحيطين به.
“اليد الفوضوية” من أعراضها أيضا أن المريض يتقمص أسماء غريبة وشخصيات مختلفة، ويصل بعض المرضى إلى حد ربط شخصية مختلفة بنفسه والقول “إن هذه اليد هي لشخص آخر”.
السبب المباشر لهذا المرض النادر مجهول حتى الآن، ولكن بعض التقارير الطبية تشير إلى أن السبب يعود لتلف في “الجسم الثفني” الذي يمكن أن يتعرض للإصابة أما عن طريق عمل جراحي لفصيّ الدماغ، مما يجعله يرسل إشارات كهربائية غير طبيعية أو عبر السكتة الدماغية أو الالتهاب أو الورم.
فيلم “مش أنا” من بطولة تامر حسني، عرض لقصة شاب مصري يعاني من الفقر في ظل مرض والدته وعدم امتلاكه المال الكافي لشراء العلاج لها، ومع ازدياد الضغوطات المعيشية عليه يستيقظ ذات صباح وهو يضرب نفسه دون أن يعلم ماذا يحدث، ليكتشف فيما بعد أنه أُصيب بجلطة دماغية نتيجة الحزن الشديد، وتالياً أُصيب بمتلازمة اليد الغريبة.
الأطباء لم يجدوا أي علاج لهذه المتلازمة، إلا أنه توجد بعض الطرق والأساليب لزيادة تحكم العقل في اليد المصابة وتقليل حركاتها اللاإرادية، ومن ذلك إشغال اليد بشيء تعمله لكي يصل تدريجيا إلى شيء من التحكم باليد.