قالت مصادر سورية في قاعدة “حميميم” الروسية في ريف اللاذقية، إن ضباطا روسا اجتمعوا أول أمس مع اللاجئين الهاربين من القرى والمناطق “العلوية”، إثر المجازر التي شهدها الساحل السوري، وأكدوا لهم أن الحماية الروسية على الساحل السوري ستصبح أمرا واقعا خلال الشهرين القادمين.
ونقل موقع “إرم نيوز” عن المصادر داخل القاعدة، أن الضباط الروس أبلغوا اللاجئين من سكان بعض المناطق في جبلة وريفها ( الرميلة والعسالية وحميميم والقرى المجاورة لها) أن بإمكانهم المغادرة إلى منازلهم إن رغبوا وبضمانة الروس، بعد اتفاق مع الأمن العام على عدم التعرض لهم أو الاقتراب من منازلهم.
وذكرت المصادر أن الروس طلبوا بالمقابل ممن حُرقت أو نُهبت منازلهم أو أراضيهم وأرزاقهم، وهؤلاء يبلغ عددهم حوالي ألفي شخص، البقاء في القاعدة حتى إيجاد حلول لهم إما باللجوء إلى موسكو لمن يرغب، أو بإعادة إعمار منازلهم في الفترة القادمة.
وأكد الضباط الروس للمدنيين اللاجئين أن مطلبهم بالحماية سيتحقق خلال شهرين، وأن الحماية الروسية قادمة إلى الساحل السوري، حيث ستتولى دوريات عسكرية روسية حماية المدنيين في الساحل، وإنهاء أي شكل من أشكال العنف، وفقا لما نقلت المصادر .
تحركات روسية
تتزامن هذه المعلومات مع تحركات روسية على أكثر من صعيد، حيث يتواصل قدوم طائرات الشحن العسكرية الروسية إلى قاعدة “حميميم” الجوية، كما تؤكد مصادر أهلية تتابع الحركة النشطة للرحلات القادمة والمغادرة من وإلى القاعدة الروسية.
وتذكر المصادر من اللاجئين في قاعدة “حميميم” أن هذه الرحلات تحيط بها سرية مطلقة، وقد تكثفت بعد المجازر التي شهدها الساحل. وتوضح أن قسما من الطائرات يحمل مساعدات إنسانية للاجئين في القاعدة، لكن المحتوى الذي تنقله الطائرات الضخمة الأخرى ما زال مجهولا، مشيرين إلى أن القسم العسكري من المطار محظور على المدنيين دخوله أو الاقتراب منه.
ويشير هؤلاء إلى تكرار حوادث إسقاط المسيّرات التي تحاول الاقتراب من المطار، حيث أسقطت المضادات الروسية خلال الأسبوع الماضي مسيّرتين تتبعان لوزارة الدفاع السورية بعد اقترابها من محيط المطار، بحسب ما نقله الموقع.
وكانت القوات العسكرية الروسية قد انتشرت لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد في القرى المحيطة بمطار حميميم بدعوى حماية المطار وتأمينه ضد أي هجمات محتملة.
ويؤكد مصدر عسكري سوري ما نقلته المصادر في مطار “حميميم”، ويقول: إن الروس بدؤوا بالفعل تحركات على أكثر من مستوى، بما يوحي بالتحضير لأمر ما على الأرض، مشيرا إلى أن موسكو لا يمكن أن تتخلى عن نفوذها في سوريا، وتحديدا الساحل السوري.
ويلفت المصدر إلى أن الروس ما زالوا يتحكمون بالعديد من الخيوط ويمسكون العديد من أوراق القوة في مواجهة خصومهم ومنافسيهم، وهذه الأوراق تسمح لهم بفرض شروطهم، فهم عدا عن امتلاكهم لأهم قاعدتين عسكريتين في سوريا، “ما زالت البنية البشرية من جيش النظام السابق تحت سيطرتهم، أولا عبر المئات من الضباط الذين تم نقلهم إلى موسكو، وكذلك مئات آخرين ما زالوا يقيمون في قاعدتي حميميم وطرطوس”.
ويؤكد المصدر أن عددا آخر من الضباط وصف الضباط ممن رموا سلاحهم عقب سقوط النظام فروا إلى مناطق سيطرة “قسد”، وهؤلاء يقيمون في مطار القامشلي الذي كان مركزا للروس قبل سقوط النظام، ومسألة حمايتهم جرت بالتنسيق بين الروس وقوات سوريا الديمقراطية، وكل هؤلاء – وفقا للمصدر – جاهزون لساعة الصفر عندما تقرر موسكو ذلك.
تقسيم سوريا
المصدر يتحدث عن الاجتماعات المتواصلة التي يشهدها مجلس الأمن منذ بدء المجازر في الساحل، والتي تلتئم بطلب من روسيا، حيث جرت ثلاثة اجتماعات مغلقة حتى الآن، فيما يُنتظر عقد جلسة رابعة في الـ 25 من الشهر الجاري. لافتا إلى التوافق الروسي الأمريكي في هذا الشأن.
كما تنشط الاجتماعات والنقاشات بين الأطراف الإقليمية والدولية للوصول إلى اتفاق ستكون نتيجته غالبا تقسيم سوريا ( فيدراليا أو كأقاليم حكم ذاتي) على أن يكون كل إقليم تابعا لقوة دولية.
ويشير المصدر إلى أن الساحل السوري سيكون تحت النفوذ الروسي، والجنوب تحت النفوذ الإسرائيلي مع فتح ممر حتى مناطق سيطرة “قسد” والمعروف ياسم “ممر داوود”، والشمال الشرقي تحت النفوذ الأمريكي والإسرائيلي وقوات التحالف، فيما يكون الشمال تحت النفوذ التركي، وتبقى العاصمة دمشق وحمص وإدلب تحت سيطرة الحكومة السورية، وفقا لما يقول المصدر.
ويعتقد المصدر أن اجتماع ترامب ونتنياهو قد يكون حاسما في هذا السياق، لأنه سيحاول حل الخلاف التركي الإسرائيلي وحدود كل طرف من هذين الطرفين ومناطق نفوذه.