نفى مسؤول مصري المزاعم عن إغلاق مصر لقناة السويس في وجه السفن الروسية، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثوا عن إغلاق قناة السويس بوجه السفن الروسية وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية والعمليات العسكرية التي تنفذها القوات الروسية بأوكرانيا وسط فرض عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ردا على ما يتم تداوله، بمداخلة هاتفية على قناة “صدى البلد”، مؤكدا أن “أمريكا لم تطلب من مصر إغلاق الممر الملاحي في وجه السفن الروسية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية”.
وأضاف ربيع: “قناة السويس قناة عالمية محايدة لا تخضع للسياسات والحروب ولا نستطيع منع أي سفينة من عبور قناة السويس.. نبتعد بقناة السويس عن أي ظروف سياسية بين الدول، وقناة السويس محايدة”.
وفي سياق منفصل قال ربيع: “قناة السويس مرتبطة بحركة التجارة العالمية.. هناك آليات كثيرة لتسعير رسوم عبور السفن التي تمر بالممر الملاحي، وأسعار تأجير السفن تخطت الـ 20 % وأسعار البترول تجاوزت الـ 100 دولار للبرميل وبالتالي تم زيادة رسوم عبور السفن في القناة”.
وعلى مدى 153 عاما على افتتاح قناة السويس، لم تغلق القناة سوى 9 مرات فقط، حيث تأثرت القناة، منذ إنشائها بالعديد من التقلبات السياسية والحروب التي أدت إلى تعرضها للإغلاق 9 مرات ليس كلها بسبب الحروب أو الأزمات السياسية فقط بل بسبب جنوح سفينة أو ناقلة أو بسبب العوامل الجوية.
وأغلقت قناة السويس، لأول مرة مام حركة الملاحة وعبور السفن، بعد افتتاح قناة السويس بـ 13 عام، في أعقاب الثورة العرابية في عام 1882، نتيجة الأحداث التي شهدتها البلاد والمقاومة العرابية لمنع الاحتلال الإنجليزي لمصر، ودام الأمر لمدة يومين.
أما المرة الثانية، التي تم فيها إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة، فكانت في 10 حزيران 1885، عندما اصطدمت كراكة مع سفينة، وأدّى ذلك إلى غرق الكراكة وتعطّلت الملاحة 11 يوما.
وتم إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة، للمرة الثالثة، في أيلول 1905 عند الكيلو 18، عندما اصطدمت سفينتان، ما أدّى إلى اشتعال النار في إحداهما، وتسبّبت هذه الحادثة في تعطيل الملاحة 10 أيام.
وبسبب الحروب العالمية، أغلقت قناة السويس أمام حركة الملاحة، في شباط 1915 للمرة الرابعة، حيث توقّفت الملاحة في القناة بسبب الحرب العالمية الأولى وغرق عدد من السفن في بوغاز بورسعيد.
بينما تم إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة، للمرة الخامسة، أثناء الحرب العالمية الثانية في الفترة من 28 آب 1940 إلى 27 تموز 1942.
في حين أنه تم إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة، للمرة السادسة في أيلول 1952 بسبب غرق إحدى السفن عند الكيلو 85 في القطاع الشمالي بالقرب من مدينة بورسعيد.
والمرة السابعة، التي تم فيها إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة، كانت بسبب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حين أغرق داخلها 48 سفينة وقاطرة وقطعة بحرية، وأعيد افتتاحها في عام 1957.
وكانت أكبر فترة إغلاق شهدتها القناة خلال نكسة حزيران، وكان الإغلاق الثامن لقناة السويس أمام حركة الملاحة،، عقب حرب 5 حزيران 1967، وهو ما تسبب في توقف قناة السويس ومنع مرور السفن فيها لمدة 8 سنوات، بدأت من 5 حزيران 1967 إلى 4 حزيران 1975، وهي الفترة التي تكبد العالم فيها خسائر فادحة بسبب إغلاقها.
وبسبب هذا الإغلاق اضطرت السفن إلى المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول إفريقيا، حتى افتتحها الرئيس الراحل أنور السادات في 5 حزيران 1975 بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثاني بين مصر و”إسرائيل”.
أما المرة الأخيرة التي توقفت فيها قناة السويس فكانت في العام الماضي بسبب جنوح السفينة إيفرجرين فى القناة لمدة أسبوع.