يبدو أنَّ قرار الرئيس الأمريكي “جو بايدن” تجميد صفقات بيع الأسلحة الدقيقة إلى كل من السعودية، والإمارات، لم يدخل حيز التنفيذ بالنسبة إلى مصر، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية موافقتها بيع صفقة أسلحة لمصر بنحو 200 مليون دولار.
وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن الصفقة تشمل بيع 168 صاروخاً تكتيكياً، باعتبار مصر شريك استراتيجي مهم في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة فرانس 24 عن مسؤولين أمريكيين أنَّ الصفقة لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد موافقة الكونغرس، شأنها في ذلك جميع صفقات بيع الأسلحة التي تقرها السلطة التنفيذية.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض:” ليس غريباً أن تراجع إدارة جديدة مبيعات الأسلحة التي وافقت عليها الإدارة السابقة، وأنه على الرغم من التوقف المؤقت، فمن المرجح أن تمضي العديد من الصفقات إلى الأمام في النهاية”.
واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أنَّ بيع صفقة صواريخ “رام بلوك 2” المضادة للسفن، والأهداف البحرية، في بداية عهد الرئيس “بايدن” هي رسائل سياسية وعسكرية في الشرق الأوسط.
وبحسب وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، ستدعم هذه الصفقة سفن الصواريخ السريعة التابعة للبحرية المصرية، وستوفر قدرات دفاعية محسنة بشكل كبير على المناطق الساحلية المصرية ومداخل قناة السويس”.
وبحسب بيان الوكالة فإنَّ مصر لن تجد صعوبة في التعامل مع هذا النوع من الصواريخ، ذلك أنها تستخدم صواريخ “رام بلوك 1″ التي تم شراؤها مسبقاً، وبتكلفة وصلت إلى 197 مليون دولار”.
وكان مسؤول عسكري أمريكي عمل في برامج تعاون، وتدريب أمريكية _ مصرية أشار إلى أنَّ الصفقة تتطلب إخطاراً إلى الكونغرس، ويمكن لها ممارسة حق الرفض في غضون فترة تمتد 30 يوماً، ومهلة الموافقة على الصفقة الحالية تنتهي في منتصف آذار القادم”.
وبحسب المسؤول نفسه، فإن هذه الصفقة تمّ الإعداد لها إبان فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهي غير مرتبطة بحجم المساعدات العسكرية السنوية التي تمنحها واشنطن إلى القاهرة والتي تبلغ وفقاً لموازنة البنتاغون لسنة 2021 أكثر من مليار و300 مليون دولار”.
ويشير الباحث السياسي “إيهاب عباس” أنَّ التعاون الاستراتيجي بين مصر، وأمريكا مستمر، وصفقة الصواريخ الجديدة تأتي ضمن اعتبارات الإدارة الأمريكية بوصف علاقتها مع مصر علاقة تحالف استراتيجي وتكتيكي، وأي تأخير في تسليم معدات من هذ النوع من شأنه أن يعطل مكافحة العالم للإرهاب وليس مصر فقط”.
ومن المتوقع أن تمرر الإدارة الأميركية الصفقة إلى مرحلتها النهائية فور انتهاء مهلة الـ 30 يوماً، على أن يخضع التنفيذ والإعداد للتسليم إلى بروتوكول مشترك تحدده الحكومة المصرية وشركة “جنرال ديناميكس-راثيون” المصنعة لهذه الصواريخ.
وصواريخ “رام” الـ “أرض-جوّ” يملكها سلاح البحرية الأميركي وعدد قليل من الدول من بينها السعودية وألمانيا واليونان وتركيا والمكسيك وكوريا الجنوبية ومصر”.
ويرى مسؤولون أمريكيون أنَّ حصول مصر على هذه الصواريخ يأتي في إطار إعدادها بحرياً بشكل قوي للتصدي لأي هجمات محتملة من خصوم إقليميين في المنطقة”.
وفي سياق متصل ذكرت وسائل إعلام مصرية عن محللين أنَّ وصول صفقة الأسلحة إلى مصر تزامن
مع التوترات الحاصلة في إقليم شرق المتوسط، من أجل الموارد البترولية والغاز، وسعي تركي للاستيلاء على ثروات المتوسط عبر اتفاقات غير قانونية أو بالتلويح عسكرياً”.
وكانت العلاقات الأمريكية _ المصرية شهدت توتراً في عهد الرئيس السابق ” ترامب”.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي السابق “مايك بومبيو” آنذاك أنَّ بلاده ستفرض عقوبات على مصر في حال شرائها مقاتلات روسية من طراز سو 35
من جانبه أكد العضو السابق في اللجنة الاستشارية للحزب الجمهوري بالكونجرس الأمريكي أحمد صوان أنَّ الحزبين الديمقراطي، والجمهوري علاقتهم جيدة بمصر، مرجحاً أن العلاقات الأمريكية المصرية ستتجه نحو الأفضل، لافتاً إلى أن ترامب أكثر شخص منح إسرائيل على حساب العرب، وكان يعمل على انحسار الدور الأمريكي في العالم، ولكن بايدن سيعمل علي إعادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما كانت عليه في السابق بالنسبة لتواجدها بمنطقة الشرق الأوسط.
