جدد لاعب كرة القد الفرنسي من أصل جزائري، زهير بلونيس، هجومه على النظام القطري، معتبراً أنه “غير إنساني”، بعد عام من الإفراج عنه من قبل السلطات القطرية، بعد احتجازه لنحو 18 شهراً في الدولة الخليجية، وعدم السماح له بمغادرة البلاد.
وأحدثت قضية بلونيس ضجة واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، انتقدت فيها قطر على نظام “الكفالة”، الذي يوجب وجود كفيل لأي مغترب عامل في الدولة، وقد وصف هذا النظام حينها بكونه “وسيلة لتبرير العبودية” في الزمن الحالي.
لكن قطر أعلنت منذ فترة إصلاحها للنظم التي تحكم تشريعات العمل فيها، وذلك بعد انتقادات ومطالبات باستبعاد تأهل الدولة الخليجية لاستضافة كأس العالم لعام 2022، وبالأخص بعد صدور تقرير من قبل DLA Piper وأكدته الحكومة أيضاً بوفاة 964 عاملاً من بنغلاديش والهند ونيبال، خلال عملهم في قطر ما بين عامي 2012 و2013.
وقد تصدرت قطر عناوين الصحف العام الماضي بعد أن فازت بحق استضافة بطولة العالم لألعاب القوى في العام 2019، ولكن الحكومة القطرية أشارت إلى أنها تعمل حالياً في تقييم مسودة لقانون جديد سيتم استبداله بنظام الكفالة خلال العام القادم.
ويرى بلونيس تشجيعاً في التغييرات التي تشهدها قطر، لكنه يرغب برؤية المزيد، وأضاف: \”ما حصل لي قد قلب حياتي رأساً على عقب.
قدم بلونيس إلى قطر مع عائلته عام 2007 بعد أن لعب في بعض النوادي الفرنسية والسويسرية، وفي عام 2010 وقع عقداً لمدة خمس سنوات مع نادي الجيش القطري، وبعد أن أوصل النادي لغايته في العام التالي، أخبر القائمون بلونيس بأنه لن يشارك باللعب مجدداً.
ويقول بلونيس إن الأموال التي كان يتوجب على النادي دفعها له بدأت بالتضاؤل تدريجياً، حتى بدأ الجدال بين اللاعب والنادي، ولمدة 18 شهراً لاستيفاء موجبات العقد، لكن النادي رفض الدفع وفقاً لأقواله، بعد أن ترك بالقليل أو حتى دون دخل ليعيل عائلته.
ونفى الاتحاد القطري لكرة القدم حينها ادعاءات بلونيس، وأشار القائمون عليه إلى أن بلونيس لم يقدم شكوى رسمية ضد نادي الجيش.
أما الآن، فقد انتقل لاعب الكرة ليعمل نادلاً في مطعم خاص بأحد أصدقائه في جنوب أسبانيا، وبعد فترة أصيب خلالها بالكآبة والقلق وتداولت أخبار عن نزعاته الانتحارية، قال حينها : “أشعر وكأني رهينة، الحياة أصبحت أشبه بالكابوس، ليس لي وحدي، بل على زوجتي وطفلتي الصغيرتين.
وأضاف: “أحاول أن أكون أباً جيداً، وأستطيع فعل ذلك لحين وضع طفلتي في السرير ليلاً، عندها أذهب إلى سريري وأبكي كالأطفال”، وتابع بقوله: “لقد أصبحت أكره نفسي.. قاموا بقتلي من الداخل”، لكن اللاعب اليوم يحاول السيطرة على حياته مجدداً.
“لقد دخلت منزل أمي مجدداً، رجل مع عائلته عاد زاحفاً لبيت أمه، لقد كان أمراً محرجاً”، وأضاف زهير قائلاً: “كل ما أود سماعه هو اعتذار واحد، هذا هو الأمر الوحيد الذي يمكنه أن ينهي المعاناة النفسية التي أعيشها.
ولا تزال القضية جارية بين النادي واللاعب، وقال شقيق زهير، مهدي بلونيس، إن: “زهير مستعد للقتال حتى ولو تطلب الأمر اللجوء إلى المحكمة الأوروبية”، مضيفاً:” إن الأمر لا يتعلق بزهير فحسب، بل من الممكن أن المئات أو الآلاف عايشوا الظروف ذاتها التي واجهها أخي.. إنه رمز للمأساة الإنسانية!!!.