الأربعاء, يناير 22, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارمعركة عيترون.. 14 ساعة من الاشتباكات الكثيفة تكشف إخفاقات الجيش الإسرائيلي

معركة عيترون.. 14 ساعة من الاشتباكات الكثيفة تكشف إخفاقات الجيش الإسرائيلي

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل مثيرة عن معركة قرية “عيترون” جنوبي لبنان التي اندلعت قبل ثلاثة أسابيع، ووصفتها بأنها الأطول والأكثر دموية منذ بدء العمليات الإسرائيلية في المنطقة.

المعركة، التي استمرت حوالي 14 ساعة، كشفت عن إخفاقات ميدانية كبيرة للجيش الإسرائيلي، حيث قُتل فيها 6 جنود من لواء “ناحال الشمالي ألون 228″، وأصيب 14 آخرون بجروح متفاوتة، وسط انهيار تسلسل القيادة خلال العملية.

البداية كمين في الأنقاض

بدأت الأحداث عندما دخلت قوة إسرائيلية إلى مبنى دمرته غارة جوية في قرية “عيترون”، في إطار عملية عسكرية لتدمير البنية التحتية المسلحة التابعة لوحدة “الرضوان” التابعة لـ “حزب الله”.

كانت الخطة تعتمد على تطهير المبنى من المسلحين، لكن القوة فوجئت بكمين محكم نصبه عنصران من حزب الله مختبئان بين الركام.

وبمجرد دخول الجنود، أطلق المسلحون النار عليهم من مسافة قريبة، مما أدى إلى سقوط جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح.

وزادت حدة المواجهة عندما ألقى مقاتلو حزب الله قنابل يدوية على القوة، مما أدى إلى اشتعال النيران في المبنى.

الاشتباكات المكثفة وسقوط القتلى

استدعى الجيش الإسرائيلي قوات إضافية لإخلاء الجرحى والقتلى، لكن العملية تعقدت بسبب كثافة النيران والنيران المشتعلة في المبنى.

وحسب الصحيفة، كان هناك انهيار واضح في التسلسل القيادي، حيث فقد الضباط السيطرة على الجنود وسط الفوضى.

وأعلنت الفرقة 91، المسؤولة عن العمليات في المنطقة، إجراءات طارئة خشية وقوع الجنود في الأسر، لكن لاحقاً استُبعدت هذه الفرضية.

وفي شهادته للصحيفة، قال أحد الجنود المشاركين في المعركة إن المشهد كان كارثياً، حيث عمت الفوضى والصراخ، وتفاقم الوضع عندما أصيب أو قُتل القادة الميدانيون.

محاولات الإخلاء والكمائن المتتالية

أثناء محاولات الإخلاء، واجهت القوات الإسرائيلية صعوبة في تحديد عدد المقاتلين داخل المبنى.

وقال الجندي إيتاي فوكس، الذي أصيب خلال المعركة، إنه شاهد عدداً من الجنود الجرحى ممددين في ساحة المبنى، لكنه كان يعلم أن الأولوية هي القضاء على التهديد قبل إخلاء المصابين.

وأضاف فوكس: “بعد إطلاق النار على نقاط مشبوهة، حاولت تخليص جندي مصاب وسحبه للخلف، لكنني أصبت برصاصة اخترقت الأرداف وخرجت من الفخذ”.

ورغم جهود القوات الإسرائيلية، ظل أحد مقاتلي حزب الله مختبئاً تحت الركام وانتظر اللحظة المناسبة لإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي آخر بعد اشتباك استمر ساعتين.

تفاصيل العملية.. تخطيط معقد وواقع مختلف

بحسب تحقيقات الجيش الإسرائيلي، كانت المعركة جزءاً من عملية أوسع في القطاع الأوسط بجنوب لبنان.

فبعد إنهاء عملية عسكرية في قرية بليدا، قرر القادة الإسرائيليون مهاجمة “عيترون”، لتدمير ما وصفوه بالبنية التحتية العسكرية لحزب الله.

وأوضح اللواء المتقاعد يوفال داغان أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات خداع للوصول إلى مبنى يُعتقد أنه مقر مركزي لحزب الله.

وجرى الهجوم بعد غارات جوية استهدفت مباني مشبوهة في القرية.

لكن المفاجأة، وفق داغان، كانت في التكتيكات التي استخدمها حزب الله، حيث اختبأ المقاتلون في أنقاض المباني المستهدفة، مستغلين خبرتهم القتالية في حرب العصابات.

تداعيات العملية

اختُتمت المعركة بإخلاء 20 جندياً بين قتيل وجريح، لكن الجيش الإسرائيلي تعرض لانتقادات شديدة بسبب سوء التخطيط وانهيار القيادة خلال المعركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة تركت أثراً عميقاً على لواء “ناحال الشمالي ألون 228″، الذي تكبد خسائر كبيرة خلال الاشتباكات.

من جهته، أكد المراسل العسكري يوآف زيتون أن المعركة أبرزت قدرة حزب الله على استغلال نقاط الضعف في العمليات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى مراجعة شاملة لاستراتيجياته في القتال البري بجنوب لبنان.

معركة محفورة في الذاكرة

رغم الخسائر الكبيرة، حاولت القيادة العسكرية الإسرائيلية التخفيف من حدة الانتكاسة بالتركيز على مشاهد “بطولية”، مثل صورة الجندي الجريح إيتاي فوكس الذي رفع قبضته في محاولة لإظهار الروح القتالية.

لكن الواقع، وفق الصحيفة، يشير إلى أن معركة “عيترون” كشفت مجدداً عن تحديات الجيش الإسرائيلي في مواجهة حرب العصابات، لا سيما في المناطق ذات التضاريس الصعبة والمقاومة المنظمة.

مقالات ذات صلة