اشتد عصف المواجهات على الجبهة الجنوبية للبنان، وتمّدد حزام النار على عمق أكثر من 15 كلم في الشمال الإسرائيلي، مع قصف “حزب الله” شمال عكا، في وقت طالت الصواريخ الإسرائيلية منطقة عدلون الواقعة في قضاء صيدا للمرة الأولى.
سخونة جبهة لبنان
واستهدف “حزب الله” شمال مدينة عكا “أقصى نقطة منذ اندلاع الحرب، بهجوم جوي مركب بمسيرات إشغالية وأخرى انقضاضية استهدفت مقر قيادة لواء “غولاني”، ومقر وحدة “إيغوز 621” في ثكنة شراغا”، وفق ما جاء في بيانه، وذلك ردا على عملية اغتيال أحد قيادييه، حسين عزقول الذي تدعي “إسرائيل” بأنه “مسؤول في الدفاع الجوي للحزب”، وذلك خلال تواجده في سيارته في عدلون، الثلاثاء.
وقتل عنصر في “حزب الله”، الثلاثاء، في ضربة اسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة تبعد نحو 35 كلم عن الحدود في جنوب لبنان، كما أفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة “فرانس برس”.
وردا على قصف عكا، استهدف الجيش الإسرائيلي بصاروخين من نوع جو-أرض منزل المواطن أحمد علي قشاقش في بلدة حانين، ودمره بالكامل، ما أدى إلى سقوط شهيدين مدنيين وستة جرحى.
وفي سلسلة الردود النارية، أعلن “حزب الله”، الثلاثاء، استهداف “مستعمرة مرغليوت، بعشرات صواريخ الكاتيوشا رداً على المجزرة المروعة في حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين”.
كما استهدف الحزب موقع الراهب بالقذائف المدفعية، بحسب ما أورد في بيان.
أكثر من 13 غارة
من جهتها، أفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الأربعاء، أن الطيران الحربي الإسرائيلي ينفذ حزاما ناريا من الغارات الجوية على قرى في جنوب لبنان.
كما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا، وجبل بلاط وخلة وردة.
كما نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو عبر حسابه في “إكس” لعملية الرد على استهداف بلدة شوميرا، حيث كشف أنه “مساء أمس الثلاثاء تم رصد إطلاق عدة قذائف صاروخية من الأراضي اللبنانية والتي سقطت في مناطق مفتوحة في محيط بلدة شوميرا، وخلال فترة وجيزة، أغارت قطعة جوية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على المنصة التي أطلِقت منها القذائف الصاروخية في منطقة طير حرفا ودمرتها”.
وزعم أدرعي أن القوات الإسرائيلية هاجمت مبنى عسكريا تابعا لـ “حزب الله”.
كما كشف أنه “خلال ساعات الليل، أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو على بنى تحتية في منطقة مركبا، وعلى مبنى عسكري في منطقة عيتا الشعب، وعلى موقع استطلاع في منطقة مروحين تابعة لـ “حزب الله”.
كما وهاجمت قوات الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية لإزالة التهديد في منطقتيْ شيحين وكفر شوبا”.
“عملية هجومية على جنوب لبنان بأكمله”
في ذات السياق، ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية تقوم بـ”عملية هجومية على جنوب لبنان بأكمله”.
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي خلال زيارة إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية، إن “حوالي نصف قادة حزب الله الميدانيين في جنوب لبنان تمت تصفيتهم، وإن الفترة القادمة ستكون حاسمة”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن غالانت زار القيادة الشمالية، حيث جرت مناقشة عملياتية مع قائد القيادة اللواء أوري غوردين، وضباط الاستخبارات والعمليات والإطفاء.
وأضاف غالانت أن “الهدف الرئيسي هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، والفترة المقبلة ستكون حاسمة”.
ومنذ بدء التصعيد بين “حزب الله” و”إسرائيل”، دعما لهجوم “حماس” في 7 تشرين الاول/أكتوبر الماضي على “إسرائيل”، قتل في لبنان 380 شخصا على الأقل بينهم 252 عنصراً في “حزب الله” و72 مدنيا، وفق حصيلة أعدتها وكالة “فرانس برس” استنادا الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
من جهته، زعم الجانب الإسرائيلي مقتل 11 عسكرياً وثمانية مدنيين.