Site icon هاشتاغ

مع دخول “جيش سوريا الحرة” إلى الضمير.. هل بدأ تنفيذ “ممر داوود”؟

مع دخول "جيش سوريا الحرة" إلى الضمير.. هل بدأ تنفيذ "ممر داوود"؟

كشف مصدر عسكري سوري، أن دخول “جيش سوريا الحرة” المدعوم أمريكيا إلى مدينة الضمير ومطارها في ريف دمشق هدفه فتح الطريق بين الجنوب السوري الذي صار تحت الوصاية الإسرائيلية، ومناطق سيطرة الدروز في السويداء، باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.

 وقال المصدر في تصريحات لـ “إرم نيوز”، إن هذه الخطوة ستشكل بداية حقيقية لمخطط تقسيم سوريا إلى فيدراليات أو أقاليم مستقلة، وصولا إلى الهدف النهائي بتحقيق المشروع الإسرائيلي المعروف باسم “ممر داوود”والذي يتيح سيطرة إسرائيلية على المنطقة، واستبدال القوات الأمريكية في سوريا بقوات إسرائيلية”.

طريق قسد – السويداء

يشرح المصدر العسكري ما “يدعم” معلوماته كما قال، بأن إسرائيل التي قصفت منذ سقوط نظام الأسد، كل مطارات سوريا، استثنت 3 مطارات فقط هي مطار حميميم في الساحل السوري بسبب تبعيته لروسيا، ومطار السين (مطار عسكري في محافظة ريف دمشق، يقع على بعد حوالي 140 كيلومترا جنوب غرب مدينة تدمر وعلى بعد 90 كيلومترا شمال شرق دمشق). ومطار الضمير (قاعدة جوية تقع شرق بلدة الضمير في محافظة ريف دمشق، على بعد 40 كيلومترا شمال شرق دمشق).

وأوضح المصدر أن إسرائيل كان بإمكانها تدمير كل مطارات سوريا ما عدا حميميم، فيما لو قصدت، كما أنها ومنذ سقوط نظام الأسد دمرت معظم منظومات ومواقع الدفاع الجوي السورية ما عدا تلك الموجودة قرب قاعدة الضمير (الفوج 16 الذي يعتبر أقوى فوج دفاع جوي في سوريا)، وهو الوحيد الذي تم استثناؤه من الغارات الإسرائيلية، وفقا للمصدر، الذي نوه أيضا إلى أن أحدا من العسكريين أو المدنيين السوريين لم يقترب منه على عكس المواقع الأخرى التي تمت استباحتها وسرقتها، على امتداد البلاد.

وفنّد المصدر  تحليلات بعض السوريين التي ذهبت إلى أن دخول “جيش سوريا الحرة” إلى مدينة الضمير وقاعدتها الجوية وفوج الدفاع الجوي فيها، يهدف إلى دخول دمشق في فترة لاحقة، فيما إذا قررت الولايات المتحدة إسقاط النظام السوري الحالي، مشيرا إلى أن هذه التحليلات لا تمت للواقع بصلة، وخاصة أن “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها دخلت إلى دمشق باتفاق إقليمي ودولي، وبمباركة أمريكية واضحة.

يلفت المصدر إلى أن ما يفصل محافظة السويداء عن مناطق سيطرة “قسد” رغم بعد المسافات هي الصحراء فقط، حيث تمر الطريق بين المنطقتين عبر “تلول الصفا” ثم “بير القصب” فالبادية مرورا بالسخنة وصولا إلى دير الزور.

وبالتالي؛ يقول المصدر العسكري إن سيطرة قوة مدعومة أمريكيا على هذه المناطق يعني بمعنى آخر سيطرة إسرائيل عليها، وهذا يعني أن طريق (قسد – السويداء) بات مفتوحا وتحت السيطرة الأمريكية الإسرائيلية بالكامل، مع أقوى قاعدة جوية وأقوى فوج دفاع جوي. وفقا للمصدر.

 ويقدم المصدر معلومات يقول إنها غير معروفة للسوريين، عن “جيش سوريا الحرة”، الذي تم تأسيسه في قاعدة التنف، ولكنه انتشر اليوم في الضمير والبادية والسخنة، فيقول إن أغلب مقاتلي هذا الجيش المدعوم أمريكيا هم من منطقة الضمير والقلمون الشرقي بريف دمشق.

ويشير المصدر إلى أنه “عندما دخل جيش النظام السابق إلى مدينة الضمير في أبريل 2018، عقب اتفاق نص على إخراج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم إلى شمالي البلاد، كان هناك ثلاثة فصائل في المنطقة؛ (فصيل كتائب أحمد العبدو وفصيل جيش الإسلام، وفصيل متشدد كان يطلق على مقاتليه اسم “جماعة إبراهيم طلعية”) وهذا الأخير كان متذبذب الولاء، ما بين “هيئة تحرير الشام” و”داعش”.

ويتابع المصدر: عندما دخل الجيش السوري السابق إلى الضمير جرت تسويات وعمليات ترحيل، حيث أجرى نصف مقاتلي “جيش الإسلام” تسويات مع النظام السابق، فيما خرج النصف الآخر إلى شمال سوريا (جرابلس تحديدا).وخرجت مجموعة إبراهيم طلعية باتجاه  البادية وهناك انضمت إلى “داعش”.

أما فصيل أحمد العبدو فاتجه نحو جبال القلمون الشرقي لفترة ومن ثم إلى التنف، وهناك تم تدريب هذا الفصيل من قبل الأمريكيين بعد انضمام عدد آخر من المقاتلين إلى صفوفه (من جيرود والناصرية والرحيبة والغوطة الشرقية ومخيم الركبان والقريتين).

ويقول المصدر: هذا الفصيل (أحمد العبدو)، كان قد ساعد الجيش السوري السابق أكثر من مرة بفك الحصار الداعشي عن مطار السين العسكري، (وهو أكبر مطار عسكري في سوريا، ومعه اللواء 97 دفاع جوي وكتيبة بحوث علمية). مضيفا أن هؤلاء، وهم من أهالي الضمير والقلمون، الذين باتوا ضمن “جيش سوريا الحرة” هم من دخلوا إلى الضمير ومطارها، إلى جانب قوة من “قسد” وقوة أمريكية.

وكانت عناصر من “جيش سوريا الحرة” المدعوم من “التحالف الدولي” دخلت مدينة الضمير في ريف دمشق، قبل يومين، حيث تولت مسؤولية الأمن وإدارة الحواجز داخل المدينة.

وبحسب المصدر، يأتي هذا التحرك في إطار توسع سيطرة جيش سوريا الحرة في المنطقة، حيث انتشر مئات من مقاتليه على امتداد جغرافي يشمل التنف وتدمر والسخنة، وصولا إلى الضمير والمناطق الواقعة بينها.

ممر داوود

وفقا للعديد من الخبراء والمراقبين، تعمل إسرائيل على إنشاء “ممر داوود” في الأراضي السورية ومن خلال دعم المكونات الانفصالية في جنوب وشمال شرق سوريا

وتعمل إسرائيل على شق واستحداث الكثير من الطرقات في الجنوب السوري وبين بعض القرى الدرزية والمناطق التي احتلّتها.

وهناك من يبدي تخوفا من إقدام تل أبيب على خلق خطّ عسكري نحو شرق سوريا، فتصبح هي الحاضرة في جنوب لبنان، وجنوب سوريا، وتحيط بالأردن من الجهة الشمالية وليس من الجهة الغربية فقط، وتتمدد باتجاه الحدود مع العراق.

وترتكز إسرائيل في هذا المسعى إلى استحضار توراتي لإنشاء خط “ممر داوود”، في محاولة منها لربط المناطق التي تسيطر عليها، بالجنوب السوري وانطلاقا منه باتجاه شرق سوريا، فيكون لها صلة جغرافية وخط مباشر باتجاه المناطق الكردية، وتصبح على حدود العراق.

لكن المصدر العسكري يؤكد أن إسرائيل تطرح نفسها اليوم بديلا للوجود العسكري الأمريكي في التنف ومناطق “قسد”، وخاصة مع تزايد الدعوات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب العسكري من سوريا، حيث ستكون إسرائيل هي البديل عنه، وفقا لهذا المخطط.

Exit mobile version