احتلت “إسرائيل”، مؤخرا، حوض نهر اليرموك، وهو الرافد الأساس لنهر الأردن، إضافة إلى منبعين مائيين وسدود مهمة في ريفي القنيطرة ودرعا جنوبي سوريا، كما اقتربت من السيطرة على منابع مائية إستراتيجية في جبل الشيخ، التي تغذي مناطق واسعة في ريف دمشق وضواحي العاصمة الغربية والجنوبية.
وبحسب مصادر محلية، قام الجيش الإسرائيلي بتثبيت نحو 12 نقطة في “المنطقة العازلة” منذ سقوط النظام السوري، آخرها في محاور: “رسم الرواضي”، و”أم العظام”، و”سد المنطرة” في ريف القنيطرة، وفقا لما نقله موقع “إرم نيوز”.وتوضح التحركات العسكرية الإسرائيلية محاولاتها للسيطرة على المنابع المائية المهمة، إلى جانب تأمين نقاط إستراتيجية تعزز من سيطرتها الأمنية على المنطقة.
ومن خلال السيطرة على حوض اليرموك، تتحكم “إسرائيل” في كميات مياه الشرب التي تُرسل إلى الأردن والمنطقة الجنوبية من سوريا.
يؤكد المهندس الزراعي سامي النجار أن الأمن المائي في هذين البلدين بات مهددا جراء فقدان السيطرة على هذا الحوض المهم.
ويعد نهر اليرموك من أكبر روافد نهر الأردن، ويبلغ طوله 57 كيلومترا، منها 47 كيلومترا داخل الأراضي السورية، في حين تقع البقية في مناطق الحدود الأردنية الفلسطينية.ويتقاسم الأردن وسوريا مياه حوض اليرموك بموجب اتفاقات مائية قديمة تعود إلى الخمسينيات، بينما تحصل “إسرائيل” على أكثر من 25 مليون متر مكعب من هذه المياه.
ويقول خبراء إن حوض اليرموك، الذي يحتوي على نحو 332 مليون متر مكعب من المياه، يعد محورا رئيسا لأطماع “إسرائيل” نظرا لأهميته الحيوية في الأمن المائي.
ويوضح الباحث السياسي عصام عزوز أن” احتلال إسرائيل لحوض اليرموك وجبل الشيخ ليس جديدا، إذ إن هذه المنطقة تتمتع بأهمية إستراتيجية أمنية واقتصادية بسبب ثرواتها المائية”.
وأضاف عزوز أن “هذا التوسع الإسرائيلي يذكرنا بالأهداف نفسها التي دفعت إسرائيل لاحتلال مرتفعات الجولان في العام 1967”.
ويضيف عزوز أن احتلال منابع المياه في حوض اليرموك يعني أن “إسرائيل” ستكون قادرة على التحكم بالدول التي تعتمد على هذه المياه لري المزروعات، وتوفير مياه الشرب، مثل سوريا والأردن.
وأوضح أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل قد يمنح “إسرائيل” وسيلة ضغط كبيرة على البلدين.