مفاوضات جديدة حول الأسرى الإسرائيليين في غزة.. تقدم محدود وعقبات كبيرة
zeina
تُظهر المفاوضات الجارية والتصريحات المتباينة لصفقة الرهائن بين “إسرائيل” و”حماس” أن هناك فرصاً للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى تُنهي مأساة إنسانية في غزة، لكن الطريق لا يزال مليئاً بالتحديات، خاصة في ظل العقبات السياسية والأوضاع الميدانية المتفاقمة.
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات جديدة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشأن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة قطر ومصر.
وبحسب لما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ بالفعل مشاورات محدودة تشمل عددًا من الوزراء وفريق التفاوض الإسرائيلي لدراسة فرص إتمام صفقة تبادل الأسرى.
اجتماعات إسرائيلية مكثفة
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو ترأس اجتماعاً أمنياً لبحث فرص إحياء مفاوضات صفقة التبادل.
ورغم الحديث عن تقدم ملحوظ في المفاوضات، أكدت الهيئة أن التقدم الحالي لا يمثل اختراقاً حقيقياً في العملية.
وتبقى النقطة المتعلقة بإنهاء الحرب على غزة العقبة الأساسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي سياقٍ متصل نقل موقع “أكسيوس” عن مصادره أن مبعوثاً إسرائيلياً سيغادر قريباً إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ومستشاري الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وسيركز المبعوث الإسرائيلي خلال زيارته على ثلاثة ملفات رئيسية: الحرب في غزة، صفقة تبادل الأسرى، والملف الإيراني.
تصريحات رسمية وتحركات ميدانية
قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الأحد، إن “هناك مفاوضات تجري خلف الكواليس لإعادة الأسرى من قطاع غزة”.
وخلال لقائه بعائلة الأسير عيدان ألكسندر، الذي نشرت “حماس” مقطعاً مصوراً له السبت، أكد هرتسوغ أن “الفرصة سانحة لإحداث تغيير خاص يؤدي إلى صفقة لإعادة المختطفين”.
بدوره، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إلى وجود مؤشرات إيجابية بشأن مرونة “حماس” في ظل الظروف المستجدة.
واعتبر ساعر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” و”إسرائيل” في لبنان قد يفتح الباب أمام إتمام الصفقة مع “حماس”.
من جانبه، صرح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بأن التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة “أصبح أكثر ترجيحا؟ الآن”، في ضوء ما وصفه بـ “عزلة حماس وخروج حزب الله من المعركة”.
ومع ذلك، أضاف سوليفان أنه لا يمكن التنبؤ بتوقيت الاتفاق النهائي.
تحذيرات الجيش الإسرائيلي
حذر الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية من تداعيات أزمة الغذاء في قطاع غزة، حيث قال إن المحتجزين الإسرائيليين معرضون لخطر الموت بسبب نقص الغذاء في القطاع.
وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن أزمة الغذاء التي تواجه سكان غزة تؤدي إلى تجويع الأسرى المحتجزين لدى “حماس”، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وتقدر “إسرائيل” وجود 101 أسير إسرائيلي محتجزين لدى “حماس” في قطاع غزة، بينما أعلنت الحركة مقتل العشرات من الأسرى بسبب الغارات الإسرائيلية العشوائية على القطاع.
خسائر إنسانية كارثية في غزة
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبدعم أميركي مستمر، ترتكب “إسرائيل” إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأسفرت هذه الحرب عن أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.
كما تسببت المجازر الإسرائيلية في دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.