الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسمقاربات للسيناريوهات في سوريا

مقاربات للسيناريوهات في سوريا

هاشتاغ-مازن بلال

رغم أن الاحتكاك الروسي – الأمريكي في سوريا لم يصل لمرحلة الاشتباك، لكن الملاحظ أن التصريحات الروسية تتكرر باستمرار حول الانتهاكات الأمريكية لقواعد الاشتباك، في وقت تحدث فيه الرئيس الروسي عن جاهزية موسكو لـ”أي سيناريو” معربا عن عدم وجود نية روسية للاشتباك المباشر.

وتطرح مؤشرات التصعيد الإعلامي قلق الكرملين من نشاط عسكري أمريكي متزايد في الأجواء السورية، وهو تحرك يقتصر حاليا على المسيرات (درون)، دون تسجيل نشاط جوي آخر مع ازدياد عدد القوات الأمريكية في سوريا.

عمليا فإن سيناريو المواجهة الأمريكية – الروسية يبدو جزءا من التعبئة في الوقت الراهن، فاحتمالات الحرب المباشرة فوق الأراضي السورية تبدو وفق بعض الحسابات نوعا من الافتراض المتعمد، فما حدث حتى الآن في الأجواء السورية يشبه ما يجري في منطقة البحر الأسود، وربما في أماكن أخرى ليشكل انعكاسا دوليا أكثر من كونه احتمالات صدام، ولكن في نفس الوقت هناك مسألتين أساسيتين في التصعيد ضمن الأجواء السورية:

الأولى هي “شمولية” المواجهة القائمة اليوم، حيث تراقب الولايات المتحدة موسكو من أماكن “الارتياب” الأساسية، فالأجواء السورية ليست مجرد اختبار للجاهزية الروسية فقط، بل أيضا لتحديد المعطيات العسكرية الروسية في سوريا باعتبارها مؤشرا للوضع الروسي العام.

الحوادث المسجلة في الأجواء السورية تطرح الترقب العسكري بين موسكو وواشنطن، وإذا كانت احتمالات المواجهة بعيدة، لكن “الترقب” بحد ذاته يطرح اتساع مساحة الخطر خارج الجبهة العسكرية بين روسيا وأكرانيا، ويسجل أيضا تتبع الحالة العسكرية خارج مساحة المعركة لأن “الجبهات الخلفية” هي مؤشر القوة أو الضعف بالنسبة لروسيا.

المسألة الثانية متعلقة بالوجود الأمريكي في شمال شرقي سورية، فعدم المواجهة بين موسكو وواشنطن لا يعني عدم تعرض القوات الأمريكية للخطر من قبل “المجتمعات المحلية” المدعومة من الحكومة السورية، وهذا الأمر حدث بالفعل ولكن على نطاق ضيق، فانتشار القوات الأمريكية ضمن جغرافية محدودة، ووسط “حاضنة عسكرية” من قوات قسد يجعل الأعمال العسكرية صعبة.

لا تملك القوات الأمريكية في سوريا غطاء استراتيجيا يحميها، بينما تتمتع القوات الروسية بأنظمة دفاع جوي وانتشار محكم ضمن الأراضي السورية، وبالتأكيد فإن التعويض عن هذا الخلل العسكري يظهر بعمليات الرصد عبر المسيرات الأمريكية، وبدعم قواتها خارج المناطق الساخنة وهو مادفعها لنشر مقاتلات F22 في قواعدها خارج سوريا ضمن حالة ردع بالدرجة الأولى، ولزيادة التوازن بين أنشطتها العسكرية ومثيلاتها الروسية حسب تصريحات رسمية أمريكية.

في الحروب يرتفع سقف الاحتمالات حتى ولو بدا بعضها مستحيلا، على الأخص في الأجواء السورية التي تشهد أيضا نشاطا “إسرائيليا” عبر تكرار الاعتداء سواء من الأجواء اللبنانية أو من البحر أو حتى من منطقة الجولان السوري المحتل.

وعلى الرغم من أن الاهتمام السوري العام ينصب اليوم على الأزمة الاقتصادية الخانقة، فإن الجغرافية السورية في نفس الوقت تخضع لأزمة أخرى ولاحتمالات مهما بدت بعيدة لكنها عوامل اضطراب تؤجل أي تحرك سياسي دولي أو حتى إقليمي.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة