على وقع التصعيد الحاد في العلاقات الروسية الأمريكية مؤخرا، ها هي الولايات المتحدة تفرض حزمة عقوبات على موسكو على خلفية مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية.
العقوبات شملت اثنين وثلاثين كيانًا وشخصيةً روسية، وخمسةَ أفراد وثلاثَ شركات في شبه جزيرة القرم، كما تضمنت طردَ عشرةِ دبلوماسيين روس من واشنطن، بالإضافة لحظر الشراء المباشر لسندات الدين الروسية الصادرة عن البنك المركزي، أو صندوق الثروة الوطني، أو وزارة المالية الروسية من قبل الشركات الأمريكية.
في سياق متصل، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن واشنطن وموسكو تبحثان إمكانية إجراء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشددا على أن الاتصالات بينهما حيوية، وأنه حان الوقت لخفض التصعيد.
وأشار بايدن إلى أنه أبلغ بوتين خلال الاتصال بينهما في يناير بأن الإدارة الأمريكية تعمل على تقدير الدور الروسي المحتمل في الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها الولايات لمتحدة، كما قال “إنه أكد لنظيره الروسي خلال المكالمة الأخيرة أن واشنطن توصلت إلى استنتاج مفاده أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية”.
وصرح الرئيس الأمريكي، متطرقا إلى العقوبات التي صادق عليها أمس الخميس: “أكدت بوضوح للرئيس بوتين أنه كان بإمكاننا الذهاب أبعد لكنني فضلت عدم القيام بذلك، قررت أن نتخذ إجراءات متكافئة”.
وأضاف: “الولايات المتحدة لا تنوي إطلاق دورة جديدة من التصعيد والنزاع مع روسيا، نريد علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤـ لكنني مستعد لاتخاذ إجراءات رد جديدة في حال مواصلة روسيا التدخل في ديمقراطيتنا. هذا واجب بالنسبة لي باعتباري رئيسا للولايات المتحدة”.
وأردف: “عندما كنت متحدثا للرئيس بوتين أعربت عن اعتقادي أن الاتصال بيننا شخصيا وبشكل مباشر أمر حيوي للمضي قدما في بناء علاقات أكثر فعالية، وهو اتفق معي. لهذا السبب اقترحت عقد قمة ثنائية هذا الصيف في أوروبا لمناقشة كامل دائرة الخلافات بين بلدينا. فريقان من طرفينا يبحثان هذه الإمكانية الآن”.
واعتبر بايدن أن هذه القمة يمكن أن تسهم في إقامة حوار استراتيجي حول الاستقرار في العالم لتطوير التعاون في مجالي السيطرة على الأسلحة والأمن، مبينا: “يمكننا التعامل مع التحديات العالمية الملحة التي يجب أن تعمل الولايات المتحدة وروسيا سويا لمواجهتها، بما في ذلك التهديدات النووية من قبل إيران وكوريا الشمالية، وإنهاء الجائحة، والأزمة المتعلقة بتغيرات المناخ”.
وأكد الرئيس الأمريكي: “حان الوقت لخفض التصعيد. الطريق إلى الأمام يمر عبر الحوار والعملية الدبلوماسية”.
من جهتها، أبلغت الخارجية الروسية، السفير الأمريكي، باتخاذ سلسلة من الإجراءات الجوابية على العقوبات الأمريكية قريبا.