Site icon هاشتاغ

مكافحة الفساد.. ههههههه

مكافحة الفساد.. فقاعة أم حقيقة؟

مكافحة الفساد.. ههههههه

هاشتاغ- رأي ديانا جبور

“اليوم عاد كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه..”
هذا المقطع يعبر عن علاقتنا المتبادلة مع حملات مكافحة الفساد

الموشح نفسه نغنيه وننتظر تفاعلا مختلفا، حالنا في ذلك يشبه شجيع السينما الذي يتوقع له المعجب المهووس نهاية مختلفة في المشاهدة العاشرة للفيلم نفسه..

وهذه علاقتنا مع فورة الحملة .. فقاعة تغوينا بدخولها، نتأرجح في داخلها.. أحيانا تكون متماسكة وتظل تتدحرج إلى أن يفرغها أحد ما من الهواء في مكان بعيد عن أعين الفضوليين والحساد، أما نحن الذين صدقنا وآمنا قمتروكون في البراري لضباع جديدة.. وأحيانا يبرى الدبوس محليا، فإذا بها قنبلة صوتية ينتهي مفعولها مع انتهاء صداها..

على الأغلب ستظل مكافحة الفساد أسيرة أحد هذين الاحتمالين، طالما أنها ملف يفتح بتوجيه أو بقرار فردي.

قطع دابر الفساد الفاجر يمكن أن يتم بأحد إجراءين، أحدهما استباقي، والثاني لاحق لوقوع الواقعة.

إن مراجعة سريعة لحالات الفساد الفاقع تدلنا على أنها تمت بسبب استحواذ الشخص على السلطة والملكية، وهما قطبان قد يدفعا بالقائمين عليهما، إلى النماء والتمدد في القطاع الخاص، لكنهما ستتحولان إلى بوابة استبداد واستحواذ واحتكار في القطاع العام.. معادلة ستحول المال العام إلى مغارة والمؤتمن عليه إلى علي بابا بأربعين حرامي أو لوحده.

بالنسبة لتتبع الحالة الجرمية، فهذا يتم باعتماد الشفافية ومنهجيات تدقيق ومحاسبة، يعتبر المجتمع المدني الفاعل هو أحد أهم أدواتها..
إن أهم أدوار المجتمع المدني هو أن يقوم بدور الوسيط ما بين السطات وبين المجتمع، إضافة بطبيعة الحال لحرية الصحافة وتعدد منابر النشر، فلا حل مستداما بتحويل الأفراد المتضررين من الفساد إلى فسّادين، وحتى إن قبلوأ هذا العار على أنفسهم، فلن يلبثوا أن يتحولوا إلى صيد سهل يصوب عليه صغار المتضررين قبل كبارهم بتهديدات خبرناها جيدا، خاصة إذا كان الفاسد قيما على جهاز حزبي أو يحظى بحكم الموقع على ثقة القيادة، فيعمم العداء معه إلى العداء مع المستويات الأعلى التي اصطفته ..

ترى ألم يكن أجدى أن يتم انتخابه بدل اختياره ليصبح مسؤولا أمام قاعدته الشعبية، بدل أن يندفع إلى مراضاة الجهات أو الشخصيات التي محضته ثقتها؟ ..

بغير ذلك نعدكم أن نضحك قبل أن تلقوا بنكتة مكافحة الفساد في وجوهنا.. فلا تعذبوا حالكم، لديكم قهقهاتنا سلف..

 

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version