Site icon هاشتاغ

ملفات المنطقة على رأس أولويات بايدن .. سورية وإيران والتطبيع

قضايا عدة بانتظار تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، حول المنطقة، على رأسها الملف النووي الإيراني، والأزمة السورية، إضافةً إلى “التطبيع” بين الدول العربية و”إسرائيل”، ولن يكون آخر هذه الملفات الهامة، السماح بالهجرة لمواطني البلدان التي وضعها الرئيس السابق، دونالد ترامب، ضمن قائمة البلدان المحظورة، ومن بينها سورية، فكيف ستبدو السياسة الأمريكية في عهد بايدن؟.
الاتفاق النووي الإيراني.. صعب!
البداية من الاتفاق النووي الإيراني، والذي لن يكون من السهل إحياء اتفاق تم تعطيله لسنوات، ومحاولة نقضه وهدمه مرات عدة، بيد أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، تعهد بالقيام بذلك، ورحبت طهران بهذا التوجه.
وبعد الإعلان عن فوز بايدن، تسارعت الإشارات والتصريحات والتلميحات ومحاولات “جس النبض” بين أغلب الأطراف المعنيين به مباشرة، أو المرتبطين به بطريقة غير مباشرة، بشكل يوحي بأنه سيكون على طاولة البحث الدولي مباشرة بعد العشرين من كانون الثاني/يناير الجاري بأيام معدودة.
ويؤكد بايدن، استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ولكنه قالها بالحرف الواحد: “سيكون الأمر صعباً، لكن نعم”.
وبحسب ما نقلت عنه صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن بايدن، يريد توسيع الاتفاق النووي ليشمل الدول المجاورة لطهران، كالسعودية والإمارات، ليأتي كلام مستشاره العتيد للأمن القومي، جايك ساليفان، بمثابة نقطة تحوّل بغاية الأهمّية والدلالات، إذ قال: “إنّ إدارة بايدن ليست ضدّ العودة إلى الاتفاق النووي الذي وقّعته إيران مع مجموعة الخمسة زائد واحد (البلدان الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن وألمانيا)، ولكنّ الصواريخ يجب أن تكون على الطاولة”.
من جهة طهران، وتعليقاً على طرح بايدن، لتوسيع الاتفاق ليشمل دولاً مجاورة لإيران، مثل السعودية والإمارات، كان الرد الإيراني واضحاً، بأن لا علاقة لأي طرف بالاتفاق النووي.
هذه المعطيات ستكون حاضرة على طاولة الترحيب بالرئيس الجديد في البيت الأبيض، لتكون الإجابة على حل هذا الملف رهناً بالأيام القادمة.
سورية “أولوية” لإدارة بايدن!
في الحديث عن الأزمة السورية، والثقل الذي أرخته عبر عشر سنوات على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، تتساءل وسائل إعلامية عن خيارات بايدن، حول الازمة السورية، بين تقليص ما أسمته “النفوذ الإيراني” في سورية، والدور الذي ستقوم فيه واشنطن بإنشاء تحالفات جديدة، وكيف ستؤثر على حل الأزمة السورية؟!.
وتحت عنوان “خيارات بايدن لإخراج إيران من سورية أو تقليص نفوذها”، تقول صحيفة “المدن” اللبنانية: “بايدن أشار إلى أن مجابهة الوجود والنفوذ الإيراني في سورية سيكون أولوية بالنسبة لإدارته”.
وترى راغدة ضرغام، في صحيفة “النهار” اللبنانية أن “سورية مرشَّحة ضحية أولى لسياسات الإدارة الأمريكية الآتية”، وتضيف: “القيادات الإيرانية انتعشت بانتخاب بايدن رئيساً، وهي تنظر الآن إلى 2021 بأنه عام الاختراق الكبير في إِحياء النظام في طهران ونشاطاته الإقليمية.
ويستبعد محمد سيد رصاص، في صحيفة “الأخبار” اللبنانية حدوث انفراجة في الأزمة السورية بعد وصول بايدن للبيت الأبيض بسبب تشكيل محاور إقليمية جديدة من “المتوجسين” من بايدن.
ويقول: “رأينا بوتين وأردوغان يسارعان بعد أربعة أيام من فوز بايدن إلى حلّ نزاع أذربيجان – أرمينيا الذي ولّد توتّراً شديداً بين موسكو وأنقرة منذ نشوبه في 27 أيلول/ سبتمبر 2020، ومن المتوقّع أن تتلاقى موسكو وأنقرة أكثر في الملف السوري بوجه بايدن الذي سيكون صدامياً معهما في سورية، وهو ما سيجعل الأزمة السورية ملتهبة، وليست قريبة الحل”.
“التطبيع” في مصلحة السلام!
أما بالنسبة إلى موضوع “التطبيع” بين بعض الدول العربية و”إسرايل”، فيرى العديد من المحللين، أن بايدن يرى “التطبيع” في مصلحة عملية السلام”؛ حيث أثار ترامب غضب السلطة الفلسطينية بعد قيامه بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس واعترافه بها عاصمة لـ”إسرائيل”، إلى جانب دعمه خطة ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية إلى الدولة العبرية، ورعايته لاتفاقات “تطبيع” بين “إسرائيل” ودول عربية.
وأشار معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أنه “عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والفلسطينيين، فإن معظم الحكومات الأوروبية ستستقبل إدارة بايدن بارتياح شديد”.
ورأى رئيس التحرير في إذاعة مونت كارلو الدولية مصطفى الطوسة، في مسار “التطبيع” أن “بايدن والديمقراطيين صفقوا وهللوا وباركوا لاتفاقات تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وكل من الإمارات والبحرين والسودان، وانطلاقاً من صداقته الحميمة لإسرائيل سيسعى بايدن للاستمرار في هذا المسار، وسيشجع العواصم العربية على إقامة علاقات طبيعية مع الدولة العبرية، لأن هذا بنظر الرئيس المنتخب وإدارته الديمقراطية يصب في مصلحة عملية السلام ويشجع إسرائيل على تقديم تنازلات للفلسطينيين”.
إصلاح نظام الهجرة “للحالمين”!
وعد جو بايدن بإلغاء “من اليوم الأول” لولايته مرسوم الهجرة الذي أصدره، دونالد ترامب، والذي يحظر دخول مواطني عدة دول، معظمهم من المسلمين، والذي يعتبره خصومه من إجراءات “الإسلاموفوبيا”.
كما أعلن نائب الرئيس السابق لباراك أوباما أنه سيطلب من الكونغرس تمرير قانون ضد الجرائم العنصرية.
وتعهد بمعالجة إجراءات احتجاز طالبي اللجوء و”فضيحة” فصل عائلات مهاجرين غير شرعيين على الحدود الأميركية-المكسيكية.
ويريد بايدن، أيضاً من الكونغرس أن يمرر سريعاً قانوناً “سيضع خريطة طريق للمواطنة” لـ 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة، ولما يقرب من 700 ألف شاب وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالاً وتطلق عليهم تسمية “الحالمون”.
رحلة الـ100 يوم!
100 يوم ستكون بمثابة اختبار لبايدن حول أهم القضايا وأعقدها في الشرق الاوسط والعالم.. ملفات كثيرة بوجه الرئيس الأميركي الجديد، تنتظر دخوله البيت الأبيض للبتّ بها.

Exit mobile version