يعم استياء شعبي كبير في إدلب، و الذي بات يصف هيئة “تحرير الشام”بأنها الأكثر ديكتاتورية؛ حيث تشتد القبضة الأمنية للهيئة، بما فيها من رجال ونساء وأطفال، ومقاتلين من فصائل أخرى”.
وأفادت مصادر محلية، أن الجهاز الأمني في الهيئة ألقى القبض على ستة مقاتلين أجانب، بعد مداهمة أماكن سكنهم في مدينتي إدلب وجسر الشغور، وقام بمصادرة هواتفهم المحمولة، وهواتف زوجاتهم، وهؤلاء المقاتلون هم “أبو أسامة الجزائري”، “أبو الدرداء الجزائري”، “معاذ التركي”، “عبد الرحيم التركي”، “عبد الرحمن التركي”، “عبد الرحمن الفرنسي” وكانت الهيئة قد اعتقلت سابقاً المدعو أبو عروة كنصفرة التابع لتنظيم “أنصار الإسلام”.
ويرى مراقبون، أن حملة الهيئة ضد مقاتلين من فصائل أخرى بأنها لا تريد أي منافس لها على الساحة، حيث يتم التركيز حالياً على المقاتلين الأجانب حتى لا يكون لديهم فرصة للتكتل ضدها وفق المراقبين.
فيما ترى أوساط مقربة من “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا بأن الهيئة تريد الترويج لنفسها امام المجتمع الدولي بوصفها قادرة على كبح جماح المتطرفين الأجانب، ما يعني إمكانية تعيينها وكيل حصري للدول الغربية من أجل متابعة هذا الملف، كون تلك الدول تهتم كثيراً بالمعلومات الأمنية المتعلقة بهؤلاء المقاتلين، خصوصاً حاملي جنسياتها، و”إن كان التضييق والاعتقال والمراقبة قد طالت مسلحين وقادة من فصائل راديكالية أخرى، فكيف بالمواطنين العاديين والنشطاء إذا “، يتساءل هاني كالآغا وهو أحد الناشطين المنحدرين من دركوش والذي يقيم حالياً في تركيا، ويتابع قائلاً: “لا زلت أستمر في نشاطي لفضح ممارسات هيئة تحرير الشام، ومظلومية الثوار الذين كانوا يشكلون نواة الجيش الحر”، وفق وصفه.
في سياق متصل، عمدت تحرير الشام لإطلاق جهاز أمني أسمته “سواعد الخير” ليبدأ بعمليات التضييق على المدنيين في الأسواق والشوارع العامة وملاحقة صالونات الحلاقة والتجميل والتدخين والألبسة النسائية لفرض المزيد من أفكارها ومعتقداتها وسيطرتها وقبضتها على المنطقة، وهي تجربة مشابهة ل”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” التي كانت لدى تنظيم “داعش”.
كذلك فقد أطلقت الهيئة حملة أمنية في غرب إدلب واعتقلت عدداً من المدنيين بتهمة الانتماء لتنظيمات متطرفة منافسة.
كما تعرضت نساء كثر لمضايقات واعتداءات من قبل جهاز الهيئة الأمني ومنها اعتداء إحدى ما يسمى “الداعيات” على رئيسة دائرة الامتحانات في جامعة إدلب، بعد أن منعتها الأخيرة من اقتحام أحد مكاتب الكلية لتلاحق طالبة بحجة متابعة اللباس الشرعي لتقوم بدفعها ورميها أرضاً ما استدعى اسعافها لأحد المشافي الطبية.
وخرجت مظاهرة نسائية، اليوم الخميس، ضد هيئة “تحرير الشام” في بلدة كللي للمطالبة بإخراج المعتقلين في سجون الهيئة، لا سيما مع غياب الكثير من الرجال عن زوجاتهم و وأولادهم في شهر رمضان.
تجدر الإشارة، أن ممارسات الهيئة لم تقف عند التضييق والقمع، إذ انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر عناصر من هيئة “تحرير الشام” يسرقون أسلاك الكهرباء في بلدة ترمانين غرب حلب.
للمزيد من الأخبار تابعوا قناتنا على التلغرام https://t.me/hashtagsy