هاشتاغ سوريا- أسامة المصلح
تقاضى جورج فورمان مئة وخمسون مليون دولاراً أمريكياً لترويجه إحدى شوايات الطعام، هكذا، صار الملاكم الأمريكي أغلى المشاهير في عالم الإعلانات. محليا تتجه بعض الشركات السورية لترويج منتجاتها، ومن المعتاد الإتكاء على نجومية بعض الممثلين أو المغنين أو الرياضيين السوريين لأداء الإعلان بذريعة اعتياد الجمهور عليهم ، وقدرتهم على إيصال فكرة المنتج ومزاياه للمشاهد ،ولكن ما هو وضع الإعلانات التي تعرض على الشاشات السورية اليوم؟
الدعايات في هذا الإطار، هي إحدى الرسائل التي يعتمد تأثيرها على فاعلية الشخص الذي يعلن عنها، لاحتواء هذا الأسلوب على شهادة شخصية معروفة عند وصف سلعة، أو خدمة يراد الإعلان عنها، وذكر مزاياها وفوائدها.. ويقع اختيار نجم الإعلان في أغلب الأوقات حسب الميزانية المخصصة من قبل الشركة المعلنة، ولكن بشرط أن لا يطغى أحد القطبين على الآخر، سواء كانت نجومية الشخصية، أو الماركة التجارية، لكي لا يتم انتهاك خصوصية أو معايير أحد الطرفين. لكن هذه الأسس لا يتم مراعاتها بالنسبة للإعلانات التي ظهرت في سورية مؤخرا، خصوصاً ضمن الموسم الرمضاني الحالي، كإعلان الشيبس الذي قام ببطولته النجميين فايز قزق و عبد المنعم عمايري بالإضافة إلى الممثل مصطفى المصطفى. عند ذكر هذه الأسماء فنحن نتحدث عن ثلاث دُفعات مسرحية متعاقبة، ربما هو مصدر الموجة النقدية التي جابهت الإعلان. ومن طلاب قزق أنفسهم الذين ذكروا أستاذهم حين كان يرى أحد الطلاب مرتديا ملابس تحتوي دعاية لمنتج أو شركة كيف كان يوبخه بالقول: 《اياك أن تتحول إلى لوحة إعلانات متنقلة》 ومن الطبيعي تناول أية مادة تقدم للرأي العام سواء كان الرد سلبيا، أو داعما للعمل، لكن المشكلة تكمن حين تظهر بعض الشرائح المتعصبة المنددة، طالبة عدم المساس بهذا الاعلان أو إبداء الرأي فيه كأنه أحد المقدسات الإلهية، رغم اعتداء النص التمثيلي في الإعلان على الغاية التي يريد أن يحققها المنتج ، على عكس نظيره في إحدى الإعلانات التي عُرضت على الشاشة وهي إقحام ممثلين شباب مثل (سومر ديب) وإشراكه في اعلان “كيك” (سابليه) يظهر فيه ككومبارس! ربما يكون المقصد المادي هو الهدف الوحيد وراء شغل الممثل في الإعلان التجاري، في ظل الوضع الراهن، ولايقتصر التقديم على المحتوى التمثيلي بل على فن الرقص أيضاً. هذا النوع من الإعلانات قد يترسخ في ذهن المشاهد ، كالدعاية التي قدمتها الممثلة شكران مرتجى وتناولتها بطريقة عفوية لمنتجات “داك” ولكن يجب على من يؤدي هذا الدور أن يمتلك مقومات هيكلية وجسدية تخوله الرقص ، من جهة ثانية قد تخون الممثل إمكانياته في بعض الأحيان وتنحيه عن إجادة تقديم محتوى إعلاني، كمنتج بلسم الشعر الذي قدمته الممثلة جيني اسبر. ربما كان يفضل الاستعانة بشخصية مؤهلة أكثر لتقديم اعلانات بشكل أسلس وأجمل يليق بالجمهور المستهدف. أما موضوع سرقة الألحان كموسيقى لعبة (بوبجي) الشهيرة التي تم استخدامها في ريبورتاج (سمنة المطبخ) هذه العادة استُقطِبت من رواد الموسيقى التصويرية في الدراما السورية بمعنى لا شيء جديد حول هذا الموضوع ، ولكن أن يصطدم بك إعلان على الشاشة تسمع به أصوات مدبلجة من لهجة سورية الى لهجة سورية كما استخدم في منتج شيبس(دارنيتو×40) هذا الشيء يخلق تلوث سمعي في اذن المشاهد ،وهذه النوعية تستخدم في الاعلانات العالمية ليتم دبلجتها للغة العربية وإتاحة الفرصة للمتلقي لفهم المنتج بشكل أفضل ، وإلى الان لم يرسخ في أذهاننا منتج استوفى جميع قواعد الإعلان يحفز المشاهد لاقتناء المنتج.