هاشتاغ-رأي-زياد شعبو
مباراة ودية دولية في أجواء كرنڤالية واحترافية في ملعب مونديالي وحضور جماهيري على المدرجات وسط اهتمام إعلامي مميز.
بيئة لائقة لمباراة نوعية تحفز أي لاعب على إظهار إمكانياته الفنية ولعب دقائق فيها من القوة والاندفاع والحماس بما يكفي للرضا عن النفس وإشباع شخصي إيجابي على مستوى القميص واسم المنتخب، لكن الروسي رحمنا بأربعة أهداف كنتيجة مرضية له.
دراما الرهبة والعرض مستمر
خسارة منتخب الوطن برباعية ودية أمام منتخب روسيا صاحب الضيافة، أمر متوقع، فالفوارق الفنية حاضرة بين خصم أوروبي أمام منتخب آسيوي عليل التجريب، واللعب أمام منتخب بهذه النوعية هو هدف بحد ذاته، فمنازلة القوي تعطيك قوة وبأي نتيجة نهائية أفضل من اللعب أمام منتخبات الجزر وغيرها من المنتخبات الأقل درجة فنية.
دخلنا المباراة واليد على القلوب مع النشيد الوطني، ومن أول لقطة ظهر قرار خوسيه لانا بالدفاع أمام الحارس أحمد مدنية مع تضييق المساحة في العمق الدفاعي والمساندة من الأجنحة لظهيري المنتخب.
هذا القرار منطقي كبداية لتمرير الوقت واكتساب الثقة للمبادرة، لكنها لم تكن البداية بل كان قراراً لكامل المباراة، هكذا ظهر المشهد، فصمد دفاعنا أول 20 دقيقة بقيادة ايمليانو آمور وأحمد فقا وثائر كروما، وخاصة في الكرات العرضية التي كان لها نصيب من رؤوس دفاعاتنا.
ومع تلقينا الهدف الأول زاد مشهدنا فوضوية وعشوائية وفردية وظهر ثقل الحركة بالتحولات واستثمار الحضور الروسي في مناطقنا.
في الشوط الثاني لا جديد سوى أن المنتخب الروسي واجه نسخة من الخصم أسهل مما واجهه في الشوط الأول، وسجل ثلاثة أهداف في شباكنا، وسط تيه ذهني لا مبرر له من خط الدفاع.
لمحتان فقط لمنتخبنا من الصلخدي وبابلو صباغ كان فيها العامل الفردي هو العنوان، وسط غياب دور خط الوسط وصانع الألعاب.
مشهد مكرر لمنتخبنا في ودياته لسوء التحضير الذهني والجماعي، وتنوع التشكيل وغياب الاستقرار في ظل الاعتذارات والغيابات التي تؤثر سلبا في نوعية التحضير وهوية التشكيلة.
نقاط ضعفنا أصبحت واضحة للقاصي والداني، الكادر الفني بحاجة إلى تنسيق عالٍ مع الكارد الإدراي، لرسم خطة تحضيرية على المستوى الذهني والنفسي، ولمساعدة لانا أيضاً في الاستقرار على مجموعة اللاعبين المناسبين من خلال ضبط حالات الاعتذار والغياب المتكررة، وتدراك هذا الخلل الإداري سيساهم حتما في نجاح العمل الفني وإنضاج عقلية جماعية للمنتخب.
أما مبررات الرهبة من مباريات عالية المستوى فهي حجة لا وجود لها في لغة كرة القدم الحديثة، خاصة ونحن نتحضر لمباريات رسمية كبرى في كأس العرب وكأس آسيا.
أما تمرير الوقت بالسياق نفسه من دون علاج ولعب المزيد من الوديات من دون الاستفادة منها كدرس فني وإداري ونفسي، ثم انتظار نتائج مختلفة، عندها علينا أن نبدل تراثنا من دقو على الخشب إلى عوجا وياما حنشوف.