أنهى عدد كبير من الجامعات الخاصة امتحانات الفصل الدراسي الثاني وصدرت النتائج، ليفاجأ بعض الطلبة بتوجيه إنذار يعرضهم للفصل الأكاديمي في حال لم يتمكنوا من رفع معدلهم التراكمي إلى الحد الأدنى المطلوب وهو 2 نقطة (والتي تعادل 60 وأقل من 65 بنظام الدرجات)، والبعض الآخر فُصل.
هاشتاغ-رأي- رشا سيروب
من المسؤول عن تعرض الطالب للفصل من التخصص أو الجامعة؟!
لن أدخل في أنواع الفصل من التخصص أو من الجامعة والمهل الزمنية لتجاوزها. لكن بجميع الحالات الفصل يعني تغيير مسار مستقبل الطالب، وضياع لسنوات أمضاها في دراسة اختصاص سجله عن رغبة إذا بقي معدله دون (2 نقطة).
ولن أبرر للطالب أو أعفيه من تحمل مسؤولية عدم نجاحه في بعض المقررات أو حصوله على علامات منخفضة في مقررات أخرى أدت إلى تدني معدله دون (2 نقطة).
لكن ما أرغب بالحديث عنه -إذا استثنينا الطلاب غير الجادّين بالدراسة والتحصيل العلمي- لماذا يتعرض الطلاب الراغبين بالحصول على شهادة جامعية للفصل أو إنذار بالفصل؟ أو هل من مصلحة الطالب الذي يدفع رسوم مرتفعة لقاء تعليمه في الجامعات الخاصة أن يفصل من اختصاص يرغبه؟!
يوجد في سورية 22 جامعة خاصة يقوم نظامها الأكاديمي الرسمي على الساعات المعتمدة. لكن حقيقة الأمر، ما زال نهج عمل هذه الجامعات وآليات الإشراف على أدائها بعيدة كل البعد عن جوهر نظام الساعات المعتمدة، الذي يمنح الطالب حرية اختيار المقررات والأساتذة لإكمال متطلبات تخرجه؛ وذلك بمساعدة مرشد أكاديمي يساعده في وضع خطة دراسية له في حدود إمكانياته. فنظام الساعات المعتمدة يراعي الفروق الفردية بين الطلاب ولا يساوي أو يوحد بين الطلبة مقارنة بنظام التعليم الفصلي أو السنوي.
وبهذا فإن حرية الطالب في اختيار المقررات التي يرغب وبإشراف مرشد أكاديمي يعتبران ركيزتي نظام الساعات المعتمدة وجوهرها.
فالإرشاد الأكاديمي “باختصار” هو توجيه الطالب علمياً واجتماعياً وسلوكياً طيلة مدة الدراسة وفقاً لقدراته وإمكاناته ورغباته، ومساعدة الطالب على اكتشاف طاقاته الكامنة والتغلب على الصعوبات التي قد تعترض مسيرته الدراسية.
لكن ما يحدث و”حدث” هو غياب الإرشاد الأكاديمي بشكله الحقيقي، مما عرّض عدد من الطلبة للفصل من التخصص ومن ثم الجامعة، وخاصة طلاب السنة الأولى المستجدين.
واقع الإرشاد الأكاديمي في الجامعات الخاصة السورية
معظم الجامعات الخاصة في سورية لا تطبق الإرشاد الكاديمي، وفي حال تطبيقه، فقد اقتصر الإرشاد لديها على “تسجيل المقررات” في بداية الفصل الدراسي (أي في أسبوع الحذف والإضافة من كل فصل)، وبهذا فإنه تم تقليص مفهوم الإرشاد إلى “تسجيل المقررات” فقط، واختصرت مدته من “طيلة مدة الدراسة” إلى أسبوع واحد من كل فصل.
وأيضاً حتى عند “تسجيل المقررات” فقد اقتصر الإرشاد “عموماً” على ضمان تحقيق الطالب العبء الدراسي وهو (12 ساعة حد أدنى إلى 18 ساعة حد أقصى) دون الأخذ بعين الاعتبار إمكانات الطالب وقدراته، ودون أخذ الفروق الفردية بين الطلبة.
وبناء على ذلك، نتساءل كم طالب فُصل وأُنذر بسبب غياب الإرشاد الأكاديمي؟ وهل يتحمل الطالب “خسارة مستقبله” بسبب ضعف الإرشاد الأكاديمي وهزالته؟ وهل فعلاً يمكن القول أن الجامعات الخاصة تقوم على نظام الساعات المعتمدة في ظل غياب الركيزة الأساسية وهو الإرشاد الأكاديمي؟!
هل يجوز تطبيق الفصل في نظام الساعات المعتمدة دون تطبيق الإرشاد؟!
أسئلة تستوجب الرد لضمان حق الطالب الذي يدرس في الجامعات الخاصة من حصوله على تعليم وفق نظام الساعات المعتمدة “الحقيقي” وليس الشكلي”.