السبت, ديسمبر 21, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسمن غزة إلى سوريا.. التأثيرات المضاعفة لتحولات الصراع

من غزة إلى سوريا.. التأثيرات المضاعفة لتحولات الصراع

هاشتاغ_سامر ضاحي

يحمل الصراع المحتدم الدائر في فلسطين اليوم في طياته آثاراً تمتد إلى الصراع السوري، ومن خلال تحليل بسيط قائم على محددات خمس: الديناميكيات، الاهتمام الدولي، الجهات الفاعلة بالوكالة، التصورات، والعواقب الإنسانية. يمكن الحصول على ملامح فهم أوسع لهذه النتائج وتأثيرها على السلطة والمعارضة.

يتلخص المحدد الأول بأن حرب غزة قد تثير ردود أفعال القوى الإقليمية وتؤثر على تحالفاتها. مما قد ينعكس على مشاركة هذا القوى في الصراع السوري. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر إعادة تنظيم الموارد بناءً على التطورات في غزة على دعم القوى الإقليمية للميليشيات السورية.

أما الثاني فيتلخص بتراجع التركيز الدبلوماسي في جهود الحل السوري، وقد تشهد ديناميكيات الوضع السوري تباطؤاً أو تحولات عميقة تبعد الحلول أكثر، ويمكن وضع العرقلات الدولية لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية كبداية لهذا الأمر.

يشير المحدد الثالث إلى القوى السورية، باعتبارها جهات فاعلة بالوكالة، سواء كانت سياسية أو مسلحة، يمكن أن يعيد أصلاؤها تقييم استراتيجياتهم وحاجتهم لها، بينما يقوم المحدد الرابع على أن الكيفية التي بنيت فيها التصورات عن حرب غزة ومناقشتها في وسائل الإعلام، قد تدفع لإعادة النظر بسرديات الصراع السوري لدى الرأي العام المرتبط بهذه الوسائل.

أقرأ المزيد: قمم المسارات المفقودة!

ويكمن المحدد الأقسى في أن الآثار الإنسانية للصراع في غزة ستحول الاهتمام والموارد بعيداً عن تلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا، وها هو برنامج الأغذية العالمي يخفض الاعتمادات المخصصة لها، وبالتالي مزيداً من الضغط على اللاجئين والنازحين داخلياً وكذلك على الباقين، وضعف أدوات التدخل لدى بعض الفاعلين.

بناء على ما سبق من محددات؛ فإن الحرب في فلسطين ستتيح لدمشق مزيداً من المشاركة الدولية بالتالي مزيداً من الاعتراف والشرعية، أو أشكال مختلفة من الدعم، مثل العلاقات الدبلوماسية والمساعدات والتعاون السياسي مما سيعزز قدرتها على الحكم وسيطرتها على البلاد ويساعدها في استعادة تفاهمات يتبعها المزيد من المساحات. كما ستعزز غزة من مركزية وموقع ونفوذ دمشق في مرحلة التعافي السوري، لا سيما إذا نجحت في استثمار التحولات لتأمين تمويل وموارد كبيرة لمشاريع التعافي.

أقرا المزيد: رفض المتوازيات الخطابية لمنع التصعيد

لكن بالمقابل قد تؤثر الديناميكيات الإقليمية الناشئة على نفوذ دمشق عكساً. فإذا زاد الحلفاء الحاليون دعمهم أو تم تشكيل تحالفات جديدة مع القوى الإقليمية المؤثرة، قد يتعزز هذا النفوذ.

وعلى العكس من ذلك، قد يتحول الدعم الإقليمي بعيداً عن الحكومة مما سيضعف موقفها.

بالنسبة للمعارضة فإن تواصل الجهات الفاعلة الدولية المباشر مع السلطات السورية دون أي اعتبار لمطلب المعارضة المتعنته فيه منذ 2011 “تغيير النظام”، سيخفض من دورها ودعمها، ويحد من مساحاتها السياسية، ويخفض قدرتها على تحدي سلطة دمشق. وفي ظل حالة الانقسام التي تنهش المعارضات منذ بداية الصراع بما يؤثر على تحديد البدائل والأولويات في مطالبها فإن المتوقع مزيد من تقوي القدرة لديها على ممارسة النفوذ والتفاوض بفعالية. ومع التحولات في السياسات الإقليمية أو الدولية التي تفضل التعامل مع الحكومة يمكن أن ينخفض الدعم ويزيد تهميش المعارضة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة