انطلقت العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بهدف حماية “دونباس” من “سوء المعاملة” و”الإبادة الجماعية” ولاجتثاث من تسميهم روسيا “النازيين الجدد” في أوكرانيا .
الرئيس بوتين والمسؤولين الروس كرروا في غير مناسبة أن أحد أهم أهداف الحرب في أوكرانيا هو تحريرها من “النازيين الجدد” أو “مقاتلو آزوف” والذين اتهمهم رئيس جمهورية “دونيتسك” أمس بالوقوف خلف تفجير بناء سكني فوق رؤوس أكثر من 200 شخص من المدنيين .
وعقب أيام قليلة من انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، نشر “الحرس الوطني الأوكراني” شريطاً مسجلاً يظهر مقاتلي “آزوف” وهم يكسون رصاصهم بدهن الخنزير حتى يستخدموه ضد المسلمين الشيشان الذين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية، حيث أن العقيدة الإسلامية تحرّم دهن ولحم الخنزير وتعتبره نجساً لذلك يود هؤلاء أن “يرسلوا الشيشان إلى الجحيم برصاص نجس”.
من هم هؤلاء “النازيون الجدد” وما هو فوج أزوف؟
هي وحدة عسكرية يمينية متطرفة تتألف من مقاتلين متطوعين متطرفين يؤمنون بالنازية وأيديولوجية تفوق العرق الأبيض. وتتكون كتيبة المشاة هذه بما يقدر بـ 900 عنصر.
بدأت هذه المجموعة عملها في أيار عام 2014، وتشكلت من مجموعة من عصابة “باتريوت أوكرانيا” القومية المتطرفة، إضافة للجمعية الوطنية النازية الجديدة التي تسمى (SNA)، حيث انخرطت كلتا المجموعتين تحت لواء معاداة “الأجانب”.
كانت أولى العمليات التي قامت بها، القتال على الخطوط الأمامية ضد مقاتلي دونيتسك المواليين لروسيا والذين يدعمون الانفصال عن أوكرانيا،
بعد عدة أشهر من السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية التي كان يقطنها مدنيون يدعمون الانفصال والتي كان لهذه الوحدة دور كبير في ذلك، تم دمجها رسميًا في الحرس الوطني الأوكراني في 12 تشرين الثاني عام 2014. وقتها، أشاد الرئيس الأوكراني آنذاك بترو بوروشينكو بالقول: ” آزوف…هؤلاء هم أفضل محاربينا. أفضل متطوعينا.”
أسس هذه الوحدة أندريه بيلتسكي حيث تولى قيادة كل من المجموعتين المتطرفتين (باتريوت أوكرانيا الذي تأسس عام 2005) و(SNA الذي تأسس عام 2008). والذي كان قد أعلن عام 2010 عن أن الهدف الوطني لأوكرانيا هو “قيادة السباقات البيضاء في العالم في حرب صليبية نهائية … ضد الساميين”.
تم انتخابه نائباً في البرلمان عام 2014 وظل في المنصب نفسه حتى عام 2019. كما أسس حزب “الفيلق الوطني” اليميني المتطرف في تشرين الأول عام 2016 والتي تشكلت قاعدته الأساسية من قدامى المحاربين في آزوف.
مع إدراك الحكومة ان الجيش الأوكراني أضعف من ان يقاتل الانفصالين اعتمد بشكل مباشر على هذه المجموعات وتلقت دعماً مباشراً من وزير الداخلية منذ عام 2014. كما تلقت دعماً من سيرهي تاروتا -حاكم منطقة دونيتسك- والملياردير في مجال الطاقة إيغور كولومويسكي والذي قام أيضاً بتمويل عدد من المجموعات العسكرية الأخرى مثل دنيبرو1 ودنيبرو 2 وأيدار ودونباس.
رغم نفي الوحدة التزامها التام بالأيديولوجية النازية، إلا ان المتحدث باسم “آزوف” عام 2015 صرح بأن ” 10 إلى 20 في المئة من المقاتلين من النازيين”. إضافة إلى ان الرموز النازية تظهر بشكل علني في نشاطاتها وعملياتها العسكرية مثل الصليب المعقوف المرسوم على بدلاتهم العسكرية وأجساد أغلب الأعضاء. ويحمل الزي الرسمي الخاص بهم شعار Wolfsangel والذي يشبه الصليب المعقوف بلون أسود على خلفية صفراء.
ارتبط اسم هذا الفوج بانتهاكات حقوق الانسان وقتل المدنيين، منذ انطلاقتها وتحت شعارات وأهداف من قبيل “استعادة النظام في كييف” و “طرد المؤيدين لروسيا” ارتكبت هذه الوحدة مجازر عدة أوصلت عدداً من الدول الغربية لاعتبارها منظمة إرهابية إلا ان الضغط الأميركي حال دون اقرار هذا القرار.
عام 2019، وبعدما وصلت الانتهاكات وجرائم القتل والتعذيب إلى مستويات مرتفعة وأرقام لم يعد من السهل استبعادها عن الاعلام، نشرت مجلة The Nation التي تصدر من الولايات المتحدة مقالاً جاء فيه “أوكرانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها تشكيل للنازيين الجدد في قواتها المسلحة”. مشيرة إلى جملة من الجرائم التي قامت بها هذه الوحدة.
كما اعتبرت الصحيفة ان ما يثير القلق ان “الوحدة قامت بتجنيد النازيين الجدد من ألمانيا والمملكة المتحدة والبرازيل والسويد والولايات المتحدة”.
من جهتها، ذكرت صحيفة الغارديان في 27 آب 2018 في مقال لها تحت عنوان “أرادوا قتلنا: الفاشيون الجدد المقنعون يبثون الخوف في الغجر الأوكراني”، ان “موجة قتل ومذابح اجتاحت أوكرانيا: بلطجية مسلحون يهاجمون النساء والأطفال أثناء تدميرهم لمعسكراتهم. قُتل رجل واحد على الأقل، وطعن آخرون، بينهم طفل”. مؤكدة ان منفذي العملية يشعرون بالراحة النفسية الكافية لنشر المقاطع المصورة التي توثق المذابح.
خلال السنوات الماضية، قتلت القوات الأوكرانية وبمشاركة خاصة من وحدة “آزوف” حوالي 15000 مواطناً في دونتسك بينهم عدد كبير من الاطفال، وفقاً للمصادر الروسية، وهو سبب كافٍ لتضعها روسيا على قائمتها السوداء وتطالب برأس “آزوف”.