Site icon هاشتاغ

من هو “الخصيبي” الذي أشعل الاعتداء على مقامه موجة احتجاجات في أرجاء سوريا؟

أثار قيام مجموعة مسلحة مجهولة بالاعتداء على مقام ديني بارز يُعرف بمقام “أبو عبد الله الحسين الخصيبي”، وهو أحد الرموز الدينية المهمة للطائفة العلوية في حلب، موحة احتجاجات غير مسبوقة في مختلف المناطق السورية.

الهجوم أسفر عن مقتل خمسة أشخاص يعملون في خدمة المقام، مما أدى إلى موجة من الغضب الشعبي بين أبناء الطائفة، واندلاع احتجاجات امتدت إلى محافظات أخرى في البلاد.

من هو الحسين الخصيبي؟

الحسين بن حمدان الخصيبي، أحد أبرز الشخصيات الدينية لدى الطائفة العلوية، وُلد عام 260 هـ في بلدة جنبلاء الواقعة بين واسط والكوفة. وتقول بعض المصادر إنه كان من أصول مصرية قبل أن ينتقل إلى العراق.

نشأ في بيئة علمية، حيث أكمل حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأدى فريضة الحج وهو في العشرين من عمره، مما يعكس مدى التزامه الديني وفهمه العميق للعقيدة.

دوره الديني وتأثيره في الفكر العلوي

برز الخصيبي كواحد من أهم العلماء والمفكرين الذين ساهموا في صياغة العقائد والمفاهيم الدينية للطائفة العلوية.

انتقل إلى مدينة حلب عام 315 هـ، وقضى هناك سنواته الأخيرة، حيث عمل على نشر أفكاره ومعتقداته بين أتباعه. وتوفي في عام 358 هـ، حيث دفن في مقام أصبح لاحقاً مزاراً دينياً مهماً.

مكانته عند العلويين

يحتل الخصيبي مكانة مرموقة بين أبناء الطائفة العلوية، حيث يعتبرونه أحد أعمدتها الفكرية والدينية. يُلقب بـ”الشيخ المحدث الثقة” نظراً لمكانته العلمية ودوره في توثيق الروايات الدينية.

ويختلف المؤرخون حول سبب تسميته بـ “الخصيبي”، إذ يرى البعض أن الاسم يعود إلى جده، بينما يعتقد آخرون أن اللقب مرتبط بمسقط رأسه في بلدة جنبلاء.

إرثه الفكري والديني

ترك الحسين الخصيبي إرثاً غنياً من المؤلفات التي تُعنى بالتفسير والعقيدة، مما عزز دوره كأحد رواد المذهب العلوي.

وإلى جانب إسهاماته الفكرية، كان الخصيبي معروفاً بدوره في نقل الروايات الموثوقة عن الأئمة الاثني عشر، مما أكسبه تقديراً واسعاً بين أتباع الطائفة.

أهمية مقامه في حلب

يُعد مقام الحسين الخصيبي في حلب من أبرز المزارات الدينية لدى العلويين، حيث يُمثل رمزاً روحياً مهماً ومقصداً للزوار الذين يعتبرونه قدوة دينية ومصدر إلهام.

الاعتداء على هذا الموقع أثار استنكاراً واسعاً بين أبناء الطائفة، الذين دعوا إلى توفير حماية أكبر للأماكن الدينية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

Exit mobile version