حول المهندس إياس شاش مشكلة قريته في ريف طرطوس للتخلص من المخلفات العضوية إلى مشروع ناجح بإنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي.
وقام شاش وهو طالب ماجستير في قسم الطاقات المتجددة بكلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس بتصميم مشروعه منذ نحو عام ويتلخص بإنشاء مفاعل حيوي ثلاثي المراحل لإنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي عبر التخلص الآمن من المخلفات العضوية في قريته راس الكتان.
وأشار شاش إلى مراحل المشروع المتمثلة في القيام بعملية ضبط وتحكم لما يسمى (الباراميترات) أو درجة الحرارة في المراحل الثلاث للحصول على غاز الميتان الآمن للاستخدام المنزلي والسماد المعقم بجودة عالية لتسميد المزروعات وهنا تكمن أهمية المشروع في ظل ارتفاع أسعار هاتين المادتين وصعوبة تأمينهما فضلاً عن إيجاد حل نهائي لمشكلة النفايات العضوية التي تهدد سلامة البيئة والتخلص منها بشكل صحيح.
وأوضح شاش أن العمل يبدأ في المرحلة الأولى بوضع المادة العضوية الطبيعية (قشور البطاطا) بنسبة 20 بالمئة بعد طحنها مع نسبة 80 بالمئة من روث الأبقار وإضافة الماء بنسبة تعادل المادتين يرافقها عملية التسخين الكهربائي بدرجة 30 مئوية لنحصل على الغاز ومن ثم تأتي المرحلة الثانية التي نستخلص فيها الغاز النقي بشكل كامل مع الحفاظ على درجة الحرارة ذاتها لتكون عملية إنتاج السماد العضوي في المرحلة الثالثة والأخيرة بعد زيادة درجة الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية لضمان التعقيم الأمثل للسماد وخلوه من مسببات الأمراض أو البكتيريا الضارة ليكون جاهزاً للاستخدام.
وبين المهندس شاش أن مشروعه يمكن تصنيفه في إطار (الدراسة التجريبية المخبرية) التي أعطت نتائج جيدة جدا بعد إجراء التحاليل على الغاز الناتج عنها في مصفاة بانياس والتي أثبتت جودته مشيراً إلى صعوبة تحليل السماد لعدم توافر مخابر خاصة إلا أنه يمكن اعتماده بناء على لونه البني ومعطيات أخرى.
المهندس شاش الذي يستعد للمشاركة في مؤتمر (الرؤى الجديدة للاستثمار الأمثل للطاقات المتجددة في مرحلة إعادة الإعمار) الذي سيعقد في جامعة البعث بحمص منتصف الشهر الجاري يعتبر أن ما يميز فكرة المشروع وإن كانت موجودة سابقا هو التقنية الجديدة المستخدمة بمراحلها الثلاث التي نضمن فيها الحصول على غاز نقي وسماد عضوي بجودة عالية لافتاً إلى أنه يعمل حالياً على اعتماد الطاقة الشمسية كبديل عن الكهرباء نتيجة النقص فيها ليكون المشروع بكامله منتجاً يعتمد على الطاقات المتجددة ومشيراً إلى أنه في حال توافر الدعم المادي والفني له سيكون خطوة رائدة بالاعتماد على الموارد البشرية الغنية بأفكارها مع استثمار الموارد الطبيعية بطرق وأساليب صحية آمنة تسهم في الحفاظ على البيئة باستخدام الطاقات المتجددة.
الدكتورة ميساء شاش الأستاذة في قسم المعدات والآليات بكلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس المشرفة على المشروع مع الدكتور نادر علي بينت ل “سانا” أن المشروع يأتي في إطار البحث العلمي والتوجه نحو الطاقات المتجددة واستخدام بدائل الوقود وهو خطوة مهمة للاستفادة من الطاقة الحيوية لإنتاج الوقود الحيوي موضحة أن هدف المشروع هو التخلص الآمن من النفايات المنزلية والحصول على سماد معقم إضافة إلى الإنتاج المستمر للغاز الحيوي وهي ميزة لا توجد في المخمرات التقليدية التي تعمل بمرحلة واحدة.
وأشارت شاش إلى أن المشروع الذي أطلقت عليه مصطلح (المفاعل الهاضم) يمكن تعميمه في مناطق الريف وبشكل منفرد لكل منزل مما يؤمن مادة الغاز المنزلي لتلك الأسر وخصوصاً في ظل صعوبة تأمين المادة إضافة إلى التخلص من النفايات العضوية المنزلية بطرق آمنة.
ولفتت شاش إلى أن الجامعات السورية تتميز بالكوادر الشابة التي تتمتع بعقول وطاقات مذهلة ومن الضروري استثمارها بالشكل الصحيح وخصوصاً أنها قادرة على إحداث نقلة نوعية وتطوير عالي المستوى في مجال الطاقات البديلة بمرحلة إعادة الإعمار.