هاشتاغ _ إيفين دوبا
ارتفع عدد الحرائق في سوريا “وفقاً لما تسجّله أفواج الإطفاء في مختلف المحافظات السورية” لهذا العام قياساً بالفترة نفسها من العام السابق، الأمر الذي أنذر بموسم حرائق مبكّر.
وتعزي منصة الغابات ومراقبة الحرائق، السبب في ذلك إلى متغيرات عوامل الطقس الأساسية المؤثرة في الحرائق، وهي الحرارة والرطوبة والرياح، وذلك دون نسيان “العامل البشري” في افتعال العديد من الحرائق “عن قصد أو بدونه”، كما حصل خلال حرائق 2020، وحتى خلال الحريقين الأخيرين في محطات تعبئة الوقود بدمشق.
“تطرّف” مناخي
قال أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين الدكتور رياض قره فلاح، إنّ الظروف المناخية العالمية في كل عام تكون أسوأ من العام الذي قبلها، وذلك من عام 2012، وسيستمرّ على هذه الحالة حسب الدراسات مدة 10 سنوات أخرى قادمة.
وفي تصريح خاص لـ”هاشتاغ”، أكّد قره فلاح أنّ منطقة الشرق الأوسط تمرّ حالياً بما يُسمى بـ”التطرف المناخي”، أي ظواهر غير اعتيادية كفترة شتاء غير منتظم، وفترة صيف حار جداً، وهي عكس الجو والمناخ المعتدل المتوسطي الذي يميز المنطقة.
وحسب قول قره فلاح، فإنّ الحرائق تكثر بشكل عام خلال أشهر الصيف وتكون الذروة حزيران/ يونيو، وتموز/ يوليو.
وهذا لا يمنع وجود حرائق في شهر أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر، بسبب تغير اتجاه الرياح الشرقية وجفافها، خلال هذين الشهرين.
ويؤكد قره فلاح، أنّ المخاطر موجودة لكن، الفارق الوحيد المناخ يزداد سوءاً عاماً بعد آخر.
إهمال بشري
أشار قره فلاح، إلى أنه لا يجوز دائماً اتهام المناخ بوجود الحرائق، مؤكداً أنّ الإهمال البشري للغابات والمساحات الخضراء يعد عاملاً أهم وأخطر من الظروف الجوية.
ويقول قره فلاح إنّ الإنسان هو المساهم الأكبر لإشعال الحرائق إما بقصد أو بغير قصد، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من حرائق 2020.
ومن العوامل الأخرى بعض الأخطاء كقرب الغابات من أسلاك التوتر العالي، التي يمكن أن تؤدي إلى تماس وسط ظروف جوية معينة، ما يؤدي لإشعال الحرائق، وهذه الأمثلة غير مقصودة لكن يمكن أن يسببها الإنسان.
تحضيرات حكومية.. مسبقة
وسط المعطيات المناخية الحالية في سوريا من ارتفاع في درجات الحرارة المرافقة للجفاف إضافة إلى العوامل البشرية التي تسبب الحرائق، قابلت الحكومة السورية تلك المعطيات بموجة من التحضيرات في عدّة محافظات؛ إذ صرّح وزير الزراعة السوري محمد حسان قطنا، أنه تم اتخاذ إجراءات لتلافي حدوث الحرائق وإدارتها في حال حدوثها.
وأقرت محافظة اللاذقية خطة إدارة مكافحة حرائق الغابات؛ حيث لفت مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا إلى العمل على تلافي الثغرات كافة للوصول إلى خطة أكثر كمالية وكفاءة في عمليات إخماد الحرائق، مؤكداً العمل والتعاون بين جميع الجهات للوصول إلى جاهزية تامة لموسم حرائق عام 2022 بأفضل النتائج وأقل الأضرار.
بدوره، أكد قائد فوج إطفاء اللاذقية الرائد مهند جعفر لـ”هاشتاغ”، أن تطبيق الخطط الاحترازية الوقائية الأخيرة أسهمت في سرعة الاستجابة للوصول إلى مكان الحريق، خلال الحرائق الأخيرة.
ولفت الرائد جعفر إلى إخماد عدد كبير من الحرائق خلال اليومين الماضيين، منها 13 حريق يوم الثلاثاء، و5حرائق بالأمس.
2020 عام الحرائق
في حرائق سوريا عام 2020، كشفت وزارة الزراعية السورية أن عدد الحرائق التي شهدتها البلاد خلال ذلك العام بلغ 2480 حريقاً شمل 4 محافظات.
وأوضحت الوزارة أن الحرائق التي شهدتها محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة توزعت ما بين 2115 حريقاً في الأراضي الزراعية و365 حريقاً في المناطق الحراجية، ونتجت عن ظروف جوية أو نشاطات بشرية وإهمال.
وتشمل الإحصاءات الحرائق التي نشبت خلال الفترة ما بين 8 و12 تشرين الاول/ أكتوبر 2020، والتي أعلنت وزارة الداخلية القبض على مجموعة من 39 شخصاً قالت إنهم أشعلوا عمدا تلك الحرائق بدعم وتمويل من “جهات خارجية”، إضافةً إلى 48 ضبطاً نظمتها وزارة الزراعة للحرائق الحرجية الناتجة عن “تحريق زراعي”.
وحسب إحصاءات رسميّة أصدرتها وزارة الزراعة، وقتها، فقد تضرر 252 قرية نتيجة الحرائق التي اندلعت في تلك المحافظات كما بلغ عدد الأشجار المثمرة المتضررة مليونين و100 ألف شجرة.