مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية، تسعى المليارديرة الأميركية الإسرائيلية ميريام أديلسون، إحدى أبرز داعمي الحزب الجمهوري، لدعم المرشح دونالد ترامب مالياً من خلال استقطاب تبرعات من أثرياء أميركيين آخرين، بهدف الحفاظ على منافسة قوية في الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن وميشيغان.
وتأتي هذه الجهود على خلفية تعزيز التغطية الإعلامية لترامب لمواجهة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس التي تتفوق بميزانية إعلانية ضخمة.
أديلسون.. الدور والمواقف
تعد ميريام أديلسون، أرملة شيلدون أديلسون الذي يُعرف بتمويله القوي للحزب الجمهوري، أحد أهم الداعمين الذين وقفوا وراء ترامب في انتخابات 2016، إذ أسهمت بدور محوري في تمويل حملته الرئاسية عبر إمبراطورية صالات القمار، مقابل تحقيق مطالب متعلقة بالسياسة الأميركية تجاه “إسرائيل”، وأبرزها نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وتفيد مصادر مقربة بأنها عرضت على ترامب التبرع بمبلغ كبير مقابل دعم “إسرائيل” في ضم الضفة الغربية.
دعم غير مباشر بدلاً من تبرعات شخصية جديدة
بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن أديلسون غير راغبة هذه المرة في تمويل الحملة الرئاسية من مالها الخاص، إلا أنها لا تزال حريصة على إسهامها في تعزيز فرص نجاح ترامب عبر الاستعانة بشخصيات اقتصادية قوية.
وتعمل أديلسون على تحفيز ممولين آخرين من الأثرياء للتبرع لصالح الحملة الانتخابية، بهدف سد فجوة الميزانية مع حملة هاريس.
وتعد هذه الاستراتيجية أساسية لمنافسة الديمقراطيين، خاصة في الولايات السبع التي تعتبر حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات.
ولايات المعركة الحاسمة
تركز جهود أديلسون على ولايتي ويسكونسن وميشيغان، حيث تُشير التقارير إلى تراجع نسبي للإنفاق الإعلاني لحملة ترامب مقارنة بحملة هاريس.
وتركز أديلسون على تعزيز الظهور التلفزيوني لترامب، إذ تعد هذه الوسيلة فعّالة في الوصول إلى الناخبين المتأرجحين، خاصة أن هاريس تتفوق من حيث انتشار الإعلانات التلفزيونية في هذه الولايات.
وتأتي هذه الاستراتيجية في محاولة للحفاظ على حضور ترامب في تلك الولايات التي تُعد حاسمة في يوم الاقتراع المقرر في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
قراءة في أدوار ميريام أديلسون السياسية
تمتاز ميريام أديلسون بنفوذها السياسي الذي اكتسبته من خلال ثروتها ودعمها الواضح لترامب، إذ واصلت حتى بعد وفاة زوجها شيلدون أديلسون دورها في توجيه المال السياسي لدعم مصالح “إسرائيل” وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
كما تمثل شخصيتها الواجهة الأبرز في إدارة إمبراطورية إعلامية وسياسية تُعنى بترويج مواقف سياسية قوية تتماشى مع مصالح “إسرائيل”.
من المتوقع أن تؤدي جهود أديلسون في حشد التبرعات إلى دفع حملة ترامب إلى مستويات أعلى من التأثير الإعلامي، خاصة في المناطق التي تشكل نقاط خلاف انتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين، ما سيجعل من الولايات الحاسمة ساحة مواجهة إعلامية بين الجانبين.