هاشتاغ-زياد شعبو
الحديث عن ميسي وكريستيانو أصبح بمكانة تتجاوز كرة القدم كلعبة، وارتبط الإسمان بالاقتصاد وعالم الأعمال وصناعة الحدث.
أما الحديث عن ميزاتهما الفنية كلاعبين، وتاريخهما والمفاضلة فيما بينهما على أساس “مين ألعب”، فكلها أحاديث جدلية دون معنى وأصبحت في مكان بعيد تماما.
دليل النجاح و الاستثمار..
عندما أطلقت السعودية مشروعها الخاص بعالم كرة القدم كان لابد من وجود كريستيانو رونالدو ليكون بمثابة الصاروخ الذي يحمل المشروع نحو الفضاء، بينما وصل ميسي إلى أمريكا للإعلان عن ولادة ثانية لكرة القدم الأمريكية على أبواب استضافة كأس العالم 2026 .
في لحظة معينة لم يعد بالإمكان إدراكها وتحديد لحظة حدوثها، خلق اللاعبان بُعداً جديداً في عالم كرة القدم؛ اللعبة التي وجدت لتكون جماعية وستستمر كلعبة جماعية، لكن سيكون هناك ميسي و رونالدو دائما، مثلما كان هناك أديسون واختراع المصباح الكهربائي ثابت في تاريخ البشرية رغم أن الأساس كان في من اخترع التيار الكهربائي.
أقرأ المزيد: الإصابة.. كابوس الرياضي السوري
الأمر الأكثر دهشةً هي حالة التجدد المستمر التي يبديها اللاعبان في المستطيل الأخضر، كل ذلك التجدد والرغبة والشغف الملازم لمسيرتهما في كل تجربة يمثل حالة استثنائية؛ رونالدو في السعودية هو هو نفسه في سبورتينج لشبونة قبل أكثر من عشرين عاما، وميسي في أمريكا هو هو نفسه ميسي الصغير في روزاريو أيضا قبل أكثر من عشرين عاما .
ليس من المغالاة إن ذكرنا أن الاسمين عبارة عن مشاريع ناجحة لا يمكن حصر استخدامهما كلاعبَين ضمن منظومة فريق بأهداف محددة، هذا ما فشل بتجربته ميسي في باريس وكريستيانو في اليوڤي.
لا بد من استمرار التجربة وتقديم مثال حي دائم عن نوعية لاعب كرة القدم في المستقبل القريب.
أقرأ المزيد: كرة القدم.. موهبة وصناعة
في الوقت الذي مازالت فيه جهود ” الفيفا” وتنوع مشاريعها، وتركيز جهودها في رعاية كرة القدم في دول العالم النامية المتخلفة عن الركب العالمي الذي وصلت إليه كرة القدم -رغم أنها من أكبر مؤسسات العالم تأثيرا- إلا أن مقارنة الآثار التي يتركها ميسي ورونالدو في عالم كرة القدم في العقدين الأخيرين مع كل ما صنعته الفيفا سنلاحظ مدى قوة وتأثير وفعل الاسمين في صناعة مستقبل متجدد لكرة القدم في الأجيال الصغيرة التي لمست وشاهدت القدوة والشعلة المتقدة في مسيرة ميسي ورونالدو الاستثمارية .
وأكاد أجزم أنه حتى لحظة اعتزالهما لن تكون نقطة النهاية، بل ولادة جديدة للعبة الشعبية الأولى بتاريخ البشرية .