هاشتاغ_ إيفين دوبا
لليوم الرابع على التوالي، تستمر أعمال الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة المصغرة لصياغة الدستور، بالانعقاد، في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وسط عدم تفاؤل بالتواصل إلى توافق، كما تقول عضو اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور عن وفد المجتمع المدني، ميس كريدي، فالوضع حسب قولها، لا يزال، كما كان بالأمس، ناحية ما أسمته كريدي، “شيطنة كل ما يحصل في الداخل السوري، وحتى الخروج عن مدونة السلوك، ما يعكس تخبطاً في الوفد الآخر المفاوض، واستحالة بالتوصل إلى اتفاق ما وسط استمرار العمل بهذه العقلية”.
وقالت كريدي، في اتصال مع “هاشتاغ سورية”: “نحن حتى الآن في مرحلة الإعداد، وبالنسبة لنا محاولة تذليل العقبات والخلافات الكبيرة، لأن الواقع الذي نحن فيه منذ عشر سنوات بما فيه من تدخلات خارجية، صنعت الكثير من الشقاقات السياسية، حتى وسط أطياف المعارضة وصولاً إلى هيئة محسوبة على دول عدة مفوضة من قبل أشخاص يتقاضون في خلافاتهم السياسية، كما نقرأ في وسائل الإعلام، عند الدول وأصدروا مجموعة منهم رسالة لبيدرسون يتحدثون عن خلافات المنصات، وزاروا موسكو بشأن تلك الخلافات، في وقت سابق”.
وكل هذه الحالة من التخبطات لها منعكاسات كثيرة، حسب قول كريدي، وما يحصل من تفريخات يومية لكيانات تحت مسميات معارضة، والانشقاقات الدائمة، وغياب المأسسة، منذ البداية، وحتى الآن، فهذه الفرق التي افتراضاً يجب أن تعتبر نفسها ذات رأي مغاير للدولة السورية، لم تمؤسس نفسها عملياً، وإنما استمرت بأداء فردي تحول لمنصات وقوى، الأمر الذي عزز من الارتباطات، لأنه عندما لا يكون بنيان سياسي مرتبط ببرنامج سياسي فهذا يؤدي إلى عمليات فردية وتشتت ولاءات، واحتياج للدول، وبالتالي، هذا كله، “يعطل أي إمكانية حل سياسي ممكن لسورية، لأن الشرط الأساسي، من وجهة نظري، للذهاب إلى حل، هو خلاص النية لحل سوري_ سوري، دون تدخلات خارجية”.
وأضافت كريدي:”ما زلنا نستمع إلى سرديات، التوقف عندها والرد عليها يظهر سرديات مقابلة، وهو ما نحاول، احياناً أن نتجنبه، لأنها تفتح باب الاستفزاز، ونحن فعلاً نسعى لتفعيل أي حالة تفاوضية إيجابية، وبالتالي، الاستمرار برواية من وجهة نظر غير سليمة تحوي مغالطات، حتى في الانتقادات والطلبات الإصلاحية “القوانين أو الدستور”، وتشوبها نقص المعلومة، وتبرهن أنهم ليسوا بمتابعة حثيثة ما يحصل من تطورات، وتغيير حتى في القوانين والإجراءات المتبعة في سورية، والنهج المتواتر لتحسين الظروف الحياة، والتي قد لا يراها المواطن السوري، بشكل واضح، بسبب أثر العقوبات الاقتصادية الكبيرة، على سورية، والحصار وتبعات الحرب، وعوامل كثيرة مركبة”.
وتؤكد كريدي، أن تم محاولة شرح أن الاستمرار في توجيه الاتهامات وكيلها للدولة السورية، لدى هذا الطرف، وللأسف “قسم موجود في منصة المجتمع المدني”، مثلاً أثناء حديثهم عن الفساد، أنهم ليسوا بتصور أن هناك إجراءات لأتمتة الدولة، والذهاب لتوسيع العمل الالكتروني، وأنه عامل مهم لضبط الفساد، وهذه خطوة عملية تتخذها الدولة، ليس من أجل أي أحد، وإنما من ـجل نهضة بواقع المجتمع السوري، والمواطن السوري.
وتؤكد كريدي، أن كثير من الأحاديث التي يتحدثون بها، تؤكد أنهم ليسوا متابعين عما يجري بالداخل، وليسوا متابعين بشكل حثيث، وهذا يخلق إشكالية مقصودة أو ليست مقصودة، وليس هذا مدار البحث، لكن، “عملية النقض لأجل النقض ومغالطات لتدعيم هذا الكلام، ما يبعد إمكانية التفاهم، لأن الأساس في التفاهم، هو الإيجابية بالنظر لأمور تحصل وهي حقيقية”.
وفي الحديث عن مطالب “الكوتا النسوية”، تقول كريدي:” نحن كنساء نريد تفعيل مشاركة لكن، عملياً ليست الدولة هي المعيق، وإنما بنية المجتمعات الأهلية في المنطقة عموماً، وعلينا أن نعترف أن الإرادة السياسية في سورية دفعت المرأة إلى الأمام، وهذا تاريخ متراكم في سورية، حصول المرأة على حق التصويت وإدخالها للبرلمان، حتى واقع الحرب قدم المرأة وفرض واقعاً جعلها في مواجهة مباشرة مع المجتمع لتأمين احتياجات خاصة واحتياجات أصبحت ضرورة نتيجة واقع الحرب والفقر الكبير الذي حصل في سورية”.
من هذا المنطلق، ترى كريدي، أنه يجب أن نكون منصفين بأن إرادة الدولة كانت دافعاً ورافعاً باتجاهه، وبالتالي، يكون المعيق وهو بنية أفكار رجعية مغلغلة جمعية موروثة، والمسألة يجب أن تناقش من هذه الزاوية.
وتكمل كريدي:” بالإضافة إلى أن الكوتا ليست مجرد خيار، فقط من أجل استجلاب النساء ، وإنما يجب أن ترتبط أيضاً، بوجود فعالة، وحالة فعالة وجادة”، وهذا يتطلب عمل لتغيير الذهنية، وحالة نضالية، لأن “الحق نطالب به، ولكنه، في النهاية ينتزع انتزاع، عبر مطالبات ونضالات، بثورة تشريعية، وهناك إجراءات وتشريعيات سورية حصلت مؤخراً، لكن، أعتقد أنها غير متابعة في الخارج، ولا تزال طروحات صياغات 2012 من وجهة نظر قارئ وحيادي، فالقراءة الموجودة أكثر بلاغة ودقة قانونية في معرض الطرح”.
وأخيراً، على أمل، غداً، أن يحمل اليوم الأخير من المفاوضات، جديداً، تقول كريدي: “نتمنى ونسعى وندفع باتجاه تقدم هذه المفاوضات، لكن، لا تزال سقف توقعاتي منخفض جداً”.