الثلاثاء, أبريل 8, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةناشونال إنترست: نهج أمريكا الأفضل للتعاطي مع سوريا

ناشونال إنترست: نهج أمريكا الأفضل للتعاطي مع سوريا

هاشتاغ: ترجمة

كتب جاكوب أوليدورت، مدير مركز الأمن الأمريكي في معهد “أمريكا أولا” للسياسة: “لقد كافحت أمريكا منذ عهد الرئيس أوباما لوضع سياسة صحيحة تجاه سوريا، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى انشغالها بقائمة طويلة من القضايا الحرجة – بدءا من الخسائر الإنسانية للحرب الأهلية، وإزاحة الأسد، وتسهيل الانتقال السياسي، ووصولا إلى تصرفات خصومنا العالميين والإقليميين هناك. لقد كانت حالة نموذجية للمثل القائل (عندما يكون كل شيء أولوية، لا شيء أولوية)”.

وتابع: خلال إدارة ترامب الأولى، نجحت سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا قدر الإمكان من خلال التركيز على القضايا القريبة والملحة التي تواجهنا نحن وشركاؤنا: تدمير خلافة داعش وتقليص نفوذ إيران هناك.

وأشار في مقال، نشره موقع ” ناشونال إنترست” إلى أن “مشاكل سوريا لم (تحل)، لكنها وضعت الولايات المتحدة في أفضل وضع ممكن لحماية أولوياتنا”.

وأضاف: “اليوم، تُقدم لنا سوريا مجموعة جديدة من الديناميكيات المعقدة.  مع الإطاحة المفاجئة بالديكتاتور السابق بشار الأسد من السلطة في كانون الأول/ديسمبر، أصبحت دمشق في أيدي أحمد الشرع (زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمعروف سابقا باسمه الحربي الجهادي أبو محمد الجولاني)، الذي استبدل ثوبه التقليدي ببدلة وكان يجتمع مع قادة العالم ويتحدث عن احترام المرأة والأقليات”.

وتابع: “بغض النظر عن الاشتباك الدموي بين القوات الموالية له وتلك الموالية للأسد في أوائل آذار/مارس والذي خلف أكثر من 1000 قتيل (معظمهم من المدنيين)، حاول الشرع أن يظهر بمظهر أكثر (اعتدالا)”. مشيرا إلى وصف وزير خارجية إسرائيل الحدث، بأنه “انعكاس حقيقي لنوايا الشرع الجهادية”. وأضاف: “ومما يزيد من تعقيد موقف الولايات المتحدة أن قوتها الشريكة المحلية، قوات سوريا الديمقراطية، قد أبرمت اتفاقا مع هيئة تحرير الشام التابعة للشرع”.

وبحسب الكاتب، بينما إدارة ترامب لم تضع بحكمة، سياسة بشأن سوريا حتى الآن، فإن الإدارة تدرس خياراتها، حيث “يبدو أن هناك إجماعا يتشكل في واشنطن والمجتمع الدولي: العدو الذي نعرفه أفضل من العدو الذي لا نعرفه. لذلك، من مصلحة الولايات المتحدة بناء علاقات مع الشرع، كما فعل حلفاؤنا الأوروبيون، خشية أن ينفذ أوامر خصومنا”.

وأشار الكاتب إلى أن “هذا خطأ واضح. فثلاثة أشهر من المجاملات من إرهابي عالمي لا تكفي لضمان تحالفه معنا ضد خصومنا”، بحسب زعمه.

 ونوّه إلى أن “أي تعامل -دون شروط واضحة- مع الشرع يضعنا في نمطنا القديم الفاشل المتمثل في دعم الحصان الخطأ وإدراكنا بعد فوات الأوان أننا نعمل على تحقيق أغراض متعارضة مع أمننا”.

وأضاف أوليدورت، “سوريا الجديدة -مع تراجع الوجود الإيراني، وحكومة مؤقتة لا تزال تحاول إيجاد موطئ قدم لها- تقدم لنا طريقا آخر”.

وتابع: “يجب أن نبدأ بالتطلع، في الوقت الحالي، إلى ما وراء دمشق، والعمل بدلا من ذلك مع إسرائيل والأردن وشركاء إقليميين آخرين لضمان عدم تحول المناطق غير الخاضعة للحكم في جنوب وشرق البلاد إلى ملاذات للإرهابيين أو لإيران”.

وأضاف: “يجب على الولايات المتحدة أن تعزز إجراءات إسرائيل في هذه المنطقة العازلة في جنوب البلاد”.

وأشار: “في شرق البلاد، حيث يتمركز حوالي 2000 جندي، يجب أن نركز على تحويل تفويضنا ليس فقط لمواجهة داعش ولكن أيضا، إلى جانب إسرائيل، لمواجهة أي حشد عسكري إيراني، كما جادلت في مكان آخر”.

وبيّن” في الوقت نفسه، يجب أن نستمر في تقليص القوة السياسية وموارد حزب الله في لبنان المجاور. فبدون حزب الله، لن يكون لدى إيران سوى خيارات قليلة لإعادة تشكيل وجودها في سوريا”.

وتابع: “يجب أن نقبل أننا لن نجد حلا لـ سوريا، على الأقل ليس الآن، وبالتالي يجب ألا نضيع الوقت والموارد الثمينة على السياسة المحلية”، وأشار: “وكما قال الرئيس ترامب بشكل صحيح بعد الإطاحة بالأسد، “هذه ليست معركتنا”.

وأوضح: “من خلال إعطاء الأولوية للقضايا التي ستهددنا نحن وشركاءنا إذا لم يتم معالجتها – وهي خطر قيام دولة جهادية جديدة أو إعادة تشكيل أذرع وحلفاء للنظام الإيراني – فإننا لا نملك أفضل فرصة لبناء تحالف إقليمي واسع وفعال يواجه القضايا المشتركة فحسب، بل يمكننا أيضا تهيئة الظروف على الأرض التي يمكن أن تساعد في بدء انتقال سياسي يترك سوريا أفضل لشعبها ولشعبنا”.

مقالات ذات صلة