هاشتاغ | ترجمة: حسام محمد
لطالما تم انتقاد النظام السعودي، في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك قمع المعارضة في الداخل. لكن مع نضوج قيادة محمد بن سلمان، أصبحت السياسة الخارجية السعودية أيضاً أكثر براغماتية وحيادية، مما أدى إلى مزيد من الفعالية.
أشارت مجلة “ناشونال إنترست” إلى جهود محمد بن سلمان في تحقيق مصالح المملكة، حيث رفض اتباع الولايات المتحدة والغرب في فرض عقوبات على روسيا. بدلاً من ذلك، زادت المملكة وارداتها من المنتجات البترولية الروسية.
وبالإضافة إلى ذلك، نوّعت الرياض علاقاتها الخارجية بشكل عام وخاصة مع الصين، أكبر مشترٍ للنفط السعودي وأكبر شريك تجاري لها.
كما تحققت ثمار العلاقات مع الصين من خلال الوساطة الصينية الناجحة بين إيران والمملكة.. وتطبيع العلاقات بين الرياض وطهران في خطوة من شأنها تهدئة أو حل النزاعات الأخرى بين البلدين في الشرق الأوسط.
إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية
لا يمكن لأحد أن يلوم السعوديين على تنويع علاقاتهم الدبلوماسية، وإعطاء الأولوية لمصالحهم الوطنية، وإدراكهم أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية أمنهم.. ولكن كان من المفترض أن يؤدي تطبيع العلاقات السعودية- الإيرانية إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية.
وإذا كان بإمكان المملكة العربية السعودية أن تكون أكثر براغماتية فيما يتعلق بسياستها الخارجية، يمكن للولايات المتحدة ويجب أن تكون أكثر براغماتية بشأن اتفاق روزفلت – سعود، للدفاع عن حقول النفط السعودية مقابل الحصول على النفط، والذي لم يكن مثالياً.. حيث بالغ الرؤساء وصناع القرار الأمريكيين بأهمية المملكة العربية السعودية في أسواق النفط العالمية.
ليس هناك شك في أن المملكة العربية السعودية هي منتج ومصدر رئيسي للنفط، وهي أيضاً عضو مؤثر في أوبك بلاس، ولكنها وحدها لا تستطيع التحكم في سعر النفط الخام على المدى الطويل. قد يكون لها تأثير على أسعار النفط على المدى القصير والمتوسط.. لكن يمكن للمنتجين الالتزام بنسب الإنتاج الرسمية بالقول فقط، وجني الأرباح من خلال التصدير سراً.
وبالطبع، على المدى الطويل، يعيق هذا بشدة قدرة أي اتفاق على إبقاء سعر سلعة ما أعلى من سعر السوق الطبيعي.. وبغض النظر عن المنتج، فإن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى الشراء بشكل مباشر من السعودية أو إيران أو أي منتج آخر.. وبذلك يمكن توفير دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين المخصصة للدفاع عن شيء لا يحتاج إلى الدفاع عنه.
عدم الخضوع لابتزاز محمد بن سلمان
لا ينبغي لواشنطن أن تستسلم لمحاولة محمد بن سلمان لابتزازها من خلال العلاقات المحسّنة مع القوى الأخرى.. بما في ذلك، الصين وروسيا، للحصول على التزام أمني متزايد.
والجدير ذكره، أن الولايات المتحدة سقطت في هذه الحيلة خلال الحرب الباردة.. عندما كانت الدول النامية غير الإستراتيجية تغازل الاتحاد السوفيتي للحصول على المزيد من واشنطن.
وبالمثل، في الحالة السعودية الحالية، تنفق الولايات المتحدة مبالغ ضخمة للدفاع عن النفط الذي يتم تصديره بشكل أساسي إلى الصين.
لم يعد بإمكان أمريكا أن تتواجد في كل مكان في العالم. يجب أن تحاكي البراغماتية السعودية، والتي تعني في الوقت الحاضر نقل الاهتمام والموارد العسكرية من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.