الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسوريامجدداً وعلى ضوء نتائج الانتخابات.. لبنان أمام مشهد متأزم مبني على الاصطفاف...

مجدداً وعلى ضوء نتائج الانتخابات.. لبنان أمام مشهد متأزم مبني على الاصطفاف السياسي .. والمرحلة تحتاج إلى “رؤوس باردة”

هاشتاغ _ زينا صقر

أتت الانتخابات النيابية في لبنان بعد انتظار طويل؛ وهي الأولى منذ انتفاضة تشرين الأول/أكتوبر 2019، في ظل مقاطعة تيار المستقبل لها.

كما أنها أتت في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق، ومع ذلك طرحت اللوائح والوعود والبرامج الانتخابية.

وأعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، أمس، عن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات النيابية؛ بعد الانتهاء من فرز كامل الأصوات، معتبراً أنه “على الرغم من كل الصعوبات والتشكيك، فقد استطعنا إنجاز الاستحقاق الانتخابي بطريقة جيدة”.

وأضاف: “كل حملات التشكيك التي تترافق مع فرز النتائج لا تؤثر في عملنا، ولا في عمل الموظفين والقضاة”، مشيراً إلى أنّ “نِسَب الاقتراع ليست منخفضة، بل جيدة، وهي تقريباً مثل النِّسَب في الانتخابات البرلمانية عام 2018، أو أقل قليلاً منها”.

وأبرز ما سجلته الانتخابات كان دخول كتلة نيابية جديدة تمثل قوى التغييريين والمنبثقين عن انتفاضة 17 تشرين/أكتوبر، حيث نجحوا وعلى الرغم من التوقعات والإحصاءات التي قللت من حظوظهم، في تحقيق خروقات على كامل الساحة الانتخابية في لبنان.

وفازت لوائح التغيير والمستقلين بـ 15 مقعداً، لتتقارب بذلك مع كبريات الكتل النيابية التي حصدتها الأحزاب التقليدية، في أكثر من دائرة انتخابية. كما جاء تقدم حزب القوات اللبنانية في عدد المقاعد التي حجزها، والبالغ عددها نحو 20 مقعداً، بعدما كان حجم كتلة القوات في انتخابات 2018 يبلغ 15 نائباً.

وبالمجمل انتهت معركة الانتخابات بتعادل جبهتي “حزب الله” و”القوات اللبنانية” وحصدتا أكبر عدد من المقاعد، إلا أن الفارق الآن أنه لم يعد هناك أكثرية بيد أي فريق. فهل الوضع متجه نحو التأزم على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، أم سينجح الفريقان في إيجاد الحلول؟

المرشح المستقل مصطفى علوش قال لـ”هاشتاغ” إنه قياساً إلى نتائج الانتخابات النيابية، ما زال من المبكر الحديث عن إصلاحات، “فما يبدو هو أننا سندخل في مرحلة جديدة من التأزم المبني على الاصطفاف السياسي، وسيتم طرح سلاح الحزب والحياد في مجلس النواب، بالإضافة للمسائل المالية والوضع الاقتصادي المختَلف عليه، إلا اذا كان هناك حلول متفق عليها مسبقاً على المستوى الدولي”.

وكان ترشّح النائب مصطفى علوش؛ الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب في مدينة طرابلس أحد معاقل الحريري في شمال لبنان، قد شكّل تحدياً لقرار مقاطعة الانتخابات الذي أطلقه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.

علوش قال في هذا الخصوص “إن تيار المستقبل قاطع الانتخابات بقرار شخصي من الرئيس سعد الحريري، دون مناقشته مع قيادة التيار؛ إلا بشكلٍ عرضي وموجز، فتم فهمه على أنه مقاطعة مطلقة حتى للمشاركة بالاقتراع”.

وأرجع علوش سبب المقاطعة “المعلن”، إلى رفض “المستقبل” إعطاء غطاء شرعي للمنظومة التي تتحكم في لبنان، لكنه رأى بالمقابل أنه ” بالمنطق فإن عدم المشاركة في الانتخابات كانت ستؤكد استدامة المنظومة”.

واعتبر علوش الذي خسر الانتخابات أمام المرشّح إيهاب مطر، المغترب القادم من أوستراليا، أنه “لو شارك تيار المستقبل مع قوى ١٤ آذار والمعارضة لكان زاد الربح لهذه القوى على حساب حلفاء حزب الله”.

و برر علوش استقالته من نيابة رئيس التيار، لاختلافه مع قرار رئيسه، وقناعته أن الفراغ سيفيد حزب الله وبالتالي زيادة سيطرته على لبنان.

وأكد علوش، أنه لا يوجد أي مخطط للتيار في المرحلة المقبلة وسيملأ الفراغ قوى سياسية جديدة لتقود المرحلة القادمة.

من جهته، المحلل السياسي فيصل عبد الساتر اعتبر أن القراءة العامة لنتائج انتخابات لبنان 2022، حملت مفاجآت من طبيعة مختلفة، ناجمة عن عدم قراءة دقيقة من بعض الأحزاب والقوى الأساسية اللبنانية لطبيعة التحالفات و الواقع العام للناخب اللبناني، الذي تأثر بالظروف الاقتصادية دون الاكتراث لأهمية المشاركة بعملية الاقتراع، لأن نسبة الاقتراع لم تتجاوز 42% فيما لامست الدورة الماضية 2018 ال 48%.

ويضيف عبد الساتر في تصريحات لـ “هاشتاغ” بأن نسبة المشاركة، و نتائجها، تشير إلى أن الثقة ما بين الناخب اللبناني و بعض الأحزاب تزعزعت في الآونة الأخيرة؛ على الرغم من أن النتائج أثبتت أن بعض الأحزاب ما زالت على قوتها.

وفي سؤاله عن إمكانية تغير الهيكلية السياسية في المشهد اللبناني، لفت عبد الساتر إلى أن المشهد تغير قليلاً؛ على الرغم من أن ملامحه لم تظهر حتى الآن، إلا أن سكرة الانتصار واضحة لدى حزب القوات و أشرف ريفي المرشح في طرابلس الذي فاز على الرغم من نسبة الاقترارع القليلة في المحافظة، وماسهل فوزه هو مقاطعة أنصار تيار المستقبل للانتخابات النيابية.

مضيفاً أن تغير الهيكلية السياسية تحتاج إلى معطيات وزمن من أجل الحكم على أرض الواقع.

ويؤكد عبد الساتر، أنه من الصعب التكهن فيما إذا كان أشرف ريفي سوف يأخذ مكان سعد الحريري؛ فهذا الأمر يحتاج لتسمية النواب المنتخبين للشخصية التي ستشكل الحكومة، وإن كنت أستبعد ذلك تماماً؛ لأن شخصية صدامية مثل أشرف ريفي لن تكون محل توافق الأكثرية.

ويرى عبد الساتر، أن لبنان قادم على مرحلة تعقيدات و مشكلات كبيرة تبعاً لنتائج الانتخابات، سيما أن الحملة و الشعارات التي تبنتها عواصم عربية و أوروبية ضد سلاح حزب الله لم تؤتِ ثمارها، لأن الحزب حصل على أعلى نسبة من الأصوات الانتخابية؛ بل وزادت مقاعده النيابية بالشكل المباشر، محافظاً على 27 مقعداً “شيعياً” من أصل 27 مقعد، وهذا هو الانتصار الأهم لأنها على علاقة بما يسمى في لبنان “بالميثاقية الدستورية” بأن أمل و حـزب الله استطاعا تمثيل طائفة معينة في الندوة البرلمانية، وبالتالي لن يمر أي قرار دون موافقة هذه المقاعد.

وختم عبد الساتر بأن المرحلة المقبلة معقدة، لذلك هي مرحلة تحتاج للحوار و الرؤوس الباردة لحماية لبنان في ظل التصريحات النارية من بعض الأطراف السياسية تجاه الأخرى.

 

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة