في تطور لافت ومثير للجدل، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً مصورا باللغة الإنكليزية إلى الشعب الإيراني، محذراً فيه من أن إيران تدفع البلاد نحو الهاوية، وذلك بعد أيام قليلة من اغتيال “إسرائيل” للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وجاءت رسالة نتنياهو كجزء من تصعيد متزايد بين “إسرائيل” وإيران، وسط توترات إقليمية متصاعدة قد تنذر بحرب إقليمية واسعة.
نتنياهو: “لا يوجد مكان لا نستطيع الوصول إليه”
بدأ نتنياهو خطابه بالتأكيد على قدرة “إسرائيل” على الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط، مشدداً على أن حكومته ستفعل كل ما بوسعها لحماية الشعب الإسرائيلي والدفاع عن بلاده.
وفي خطاب مدته ثلاث دقائق، نشره مكتبه يوم الاثنين، قال نتنياهو: “لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه. لا يوجد مكان لن نذهب إليه لحماية شعبنا وحماية بلدنا”.
تصريحات نتنياهو تأتي في أعقاب عملية اغتيال استهدفت حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي العملية التي زادت من التوترات بين “إسرائيل” وخصومها الإقليميين، لا سيما إيران، التي تعد الداعم الرئيسي لحزب الله.
رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني
في خطوة غير تقليدية، وجه نتنياهو رسالته مباشرة إلى الشعب الإيراني، مشيرا إلى أن النظام الإيراني -بحسب قوله- يقود البلاد نحو الهاوية ويغرق المنطقة في الظلام والحرب.
وقال نتنياهو: “في هذه اللحظة المحورية، أريد أن أخاطبكم شعب إيران. أريد أن أفعل ذلك بشكل مباشر دون وسطاء”.
وتابع بقوله: “مع كل لحظة تمر، يقربكم النظام -أيها الشعب الفارسي النبيل- من الهاوية. لا بد أن تعلموا أن إسرائيل تقف إلى جانبكم”.
وفي هذا السياق، دعا نتنياهو الشعب الإيراني إلى التحرر من سيطرة “حفنة من الحكام الدينيين الذين يقمعون تطلعاتهم وأحلامهم”.
وأضاف: “عندما تتحرر إيران أخيرًا، وسوف تأتي تلك اللحظة أسرع بكثير مما يتصوره الناس، فإن كل شيء سيكون مختلفاً”.
توترات متصاعدة بعد اغتيال نصر الله
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت حساس للغاية، حيث ارتفعت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة بعد اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت هذه العملية هي الأكبر من نوعها منذ حرب لبنان 2006، ورافقها اغتيال عباس نيلفروشان، نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني لشؤون العمليات، ما أضاف تعقيداً جديداً للصراع بين “إسرائيل” وإيران.
رد إيران: خامنئي يعلن الحداد ويتوعد
في طهران، جاءت ردود الفعل على اغتيال نصر الله سريعة وقوية.
وقد أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي الحداد خمسة أيام في إيران، متوعداً بأن دماء نصر الله “لن تذهب سدى”.
تصريحات خامنئي جاءت كتحذير واضح لـ “إسرائيل” بأن إيران وحلفاءها في المنطقة لن يتسامحوا مع هذا الهجوم الكبير، وأن الرد سيكون مؤلماً.