أكد أمين عام حزب الله، حسن نصر اللـه أنّ “المقاومة لا تدخل في مسألة ترسيم حدود برية وبحرية مع الاحتلال لأنها مسؤولية الدولة، بل تلتزم بما تحدده الدولة في هذا الموضوع، وبالتالي تساعد مع الجيش في تحرير أي أرض محتلة، فالدولة هي التي اعتبرت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزءاً من قرية الغجر تحت الاحتلال”.
ولفت نصر الله في كلمة له، بمناسبة يوم الشهيد، إلى “ضرورة اقتصار ترسيم الحدود على الموضوع التقني فقط، مؤكداً أن المفاوضات هي لترسيم الحدود فقط وليس لأي مقدمة أخرى”. واعتبر أن محاولة البعض ربط قضية ترسيم الحدود بأنه بداية للتطبيع مع “إسرئيل” هو مجرد “كلام لا قيمة له، ومجرد أكاذيب وتزوير ولا يستحق منا النفي، وهدفه التغطية على التطبيع الذي تقوم به دول عربية مع الاحتلال”
وعبّر نصر الله عن “ثقته بإدارة الرئيس اللبناني وحرصه على تحصيل حقوق لبنان في ملف ترسيم الحدود”، رغم تأكيده أن المقاومة اختلفت معه على طبيعة الوفد المفاوض على ترسيم الحدود، وقال “طالبنا باقتصار الوفدين المفاوضين على العسكريين لحصر المفاوضات بالموضوع التقني” مؤكداً أن الوفد اللبناني المفاوض يلتزم بحذر وبشدة الضوابط الموضوعة بشأن ترسيم الحدود وهو في موقع قوة وليس في موقع ضعف” وأضاف “إسرائيل” أيضاً تحتاج إلى النفط والغاز وإذا أرادت منعنا من استخراج ثرواتنا فنحنا نستطيع منعها أيضاً”.
المناورة “الإسرائيلية”
وتطرق نصر الله إلى موضوع المناورة “الإسرائيلية” الأخيرة وربط البعض لها بجاهزية “إسرائيلية” لعمل ما في لبنان أو الجولان، وقال في هذا السياق: إن المقاومة في لبنان تنقل للمرة الأولى “إسرائيل” من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع، و”إسرائيل” تتوجس من الهجوم على لبنان وطموحها الميداني محدود وقد انتقلت إلى التفكير الدفاعي”
وأضاف: “الجيش “الإسرائيلي” يتحدث عن أزمة جاهزية وهناك خلل في الجانب النفسي والمعنوي لدى قواته البرية، والقوة البحرية الإسرائيلية ستكون أعجز عن تقديم أي إنجاز خلال أي حرب مقبلة، فكل الحروب أثبتت أن سلاح الجو وحده غير قادر على حسم معركة وإنجاز انتصار”.
وكشف نصر الله أن “المقاومة في لبنان كانت في حالة استنفار تامة بالتزامن مع إجراء المناورة الإسرائيلية، وكذلك القيادة السورية اتخذت أقصى الاحتياطات”. وقال نصر الله: “إذا فكرت “إسرائيل” في ارتكاب أي حماقة فيسكون ردنا سريعاً”.
الانتخابات الأمريكية
نصر الله عرّج في كلمته أيضاً على الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي انتهت بفوز جو بايدن، معتبراً أن “ما جرى خلالها هو افتضاح للديمقراطية، ولما يروّج له البعض على أنه النموذج الأعلى”. وقال “أمام هذه الانتخابات لا ينظرّن علينا أحد بالديمقراطية الأميركية لا داخل أميركا ولا خارجها”.
وأكد أن “نتائج هذه الانتخابات لا تغيّر شيئاً في المنطقة فكلّهم يتسابقون لحماية “إسرائيل”، والحفاظ على تفوقها العسكري”. ووصف حكومة ترامب بـ”الأكثر عنجهية وإجراماً وعتواً”، وسياسة في الملفات المختلفة لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بـ”الفاشلة”.
وقال: “مع خروج ترامب يسقط أحد الأضلاع الثلاثة لصفقة القرن التي يمثلها إلى جانبه نتنياهو وإبن سلمان. وأضاف أشعر بالفرح بسقوط ترامب بسبب جريمته الوقحة بحق الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.
جهوزية عالية
وشدد نصر الله على أن محور المقاومة يجب أن يكون في حالة حذر شديد خلال هذين الشهرين، وعلى جهوزية عالية لرد الصاع صاعين بحال أي حماقة أميركية أو “إسرائيلية”. مؤكداً أن “العدو الإسرائيلي يشعر بقلق كبير ويدرك أن يده ليست مبسوطة بلبنان بفضل المعادلة الذهبية جيش شعب ومقاومة”
العقوبات الأمريكية
أما بخصوص موضوع العقوبات على شخصيات لبنانية آخرها جبران باسيل، قال نصر الله: “كل المؤامرات التي تستهدف المقاومة وسلاحها منذ 2005 إلى اليوم فشلت، وأمام فشل كل مساراتهم لم يتبق أمام الأميركيين سوى مسار العقوبات على أصدقاء وحلفاء حزب الله”. معتبراً أن “الهدف منها هو الضغط النفسي وتحريض بيئة المقاومة وجمع المعلومات وتجنيد العملاء”
وكشف نصر الله أن “باسيل أبلغني أن الأميركيين خيّروه بين إنهاء التحالف معنا ووضعه على لائحة العقوبات” واصفاً موقفه بـ”الشجاع وبأنه يستلزم من الجميع التضامن معه لأن ستهدافه عام وقد يشمل الجميع”.