تعاني المنظمات الإنسانية نقصاً في التمويل، ما أدى إلى تقليص الخدمات الضرورية المنقذة للحياة، والمساعدات الغذائية في جميع أنحاء قارة إفريقيا، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا العجز هو أيضاً نتيجة لارتفاع أسعار الضروريات، مثل القمح والوقود.
وتقول وكالات الإغاثة إنهذا العجز من بين أكبر الفجوات التمويلية في تاريخها.
إضافة إلى ظهور صراعات جديدة وكوارث طبيعية في القارة، وتحويل الجهات المانحة الرئيسية تمويلها للاستجابة لأوكرانيا.
إقرأ ايضا: برنامج الأغذية العالمي يقطع المساعدات الغذائية عن كل السوريين في الأردن بسبب نقص التمويل
انخفاض في التمويل وارتفاع في معدل الجوع
وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن لديه 10 مليارات من أصل 25.1 مليار دولار، قال إنه “يحتاجها لمساعدة 345 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، يواجهون نقصا في الغذاء هذا العام”.
وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع على مستوى العالم بنحو 200 مليون شخص، منذ ما قبل جائحة كورونا.
وفي آب/أغسطس الماضي، قالت الأمم المتحدة إن “نداءات وكالاتها الإغاثية من أجل إفريقيا، حصلت على أقل بنسبة 30 بالمئة في المتوسط مما طلبته”.
في حين “تم تمويل طلبها بمبلغ 2.3 مليار دولار لتمويل المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بنسبة 79 بالمئة”.
وأرجع كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، عارف حسين، نقص تمويل وكالته إلى “إرهاق المانحين”، في أعقاب سلسلة من الصدمات الكبرى حول العالم خلال السنوات الماضية، مثل “كوفيد-19”.
إقرأ ايضا: اللاجئون السوريون في الأردن مهددون بالجوع: التمويل نقص
وأفاد حسين: “فيما يقرب من 50 بالمئة من البلدان التي نعمل فيها، اضطررنا إلى خفض الحصص الغذائية أو تقليل عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدة”.
“أطفال يأكلون الحشرات”
وتلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ربع مبلغ الـ838 مليون دولار الذي طلبته لمساعدة 10 ملايين طفل في السودان هذا العام.
وقالت اليونيسف هذا الأسبوع، إن “حوالي 1200 طفل دون سن الخامسة، لقوا حتفهم بسبب الحصبة وسوء التغذية في مخيمات اللاجئين السودانية منذ أيار/مايو”.
إضافة إلى “آلاف الأطفال حديثي الولادة معرضون للخطر”. وفق اليونيسف.
إقرأ ايضا: سفيرة واشنطن في مجلس الأمن: ملتزمون بالاستجابة الإنسانية للشعب السوري
وأضافت أن الحرب في البلاد أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص وتعطيل خدمات الصحة وغيرها من خدمات الدعم.
وفي تشاد، التي تستضيف أكثر من 410 آلاف لاجئ سوداني، أشارت منظمة أطباء بلا حدود، إلى أن بعض المخيمات “لم تتلق حصصا غذائية من وكالات الأمم المتحدة منذ منتصف آب/أغسطس”.
وتابعت “كانت الأمهات اليائسات يطعمن أطفالهن الحشرات والعشب وأوراق الشجر”.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، أنه “بسبب الفجوة التاريخية في التمويل، لم يتمكن إلا من مساعدة مليون شخص فقط من أصل 2.3 مليون شخص استهدفهم للمساعدة في تشاد”.