ألقت نسبة التضخم المتصاعدة في فرنسا، بظلالها على نمط المعيشة اليومي للشعب الفرنسي وعاداته الاستهلاكية.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد الغضب، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الاستهلاكية والخدمات، فضلاً عن تدني الأجور، وفق تقرير بثته قناة “أوروبا 1” الفرنسية.
وبحسب التقرير، شكلت الاحتجاجات المتواصلة في فرنسا مؤشراً حقيقياً على أن الفرنسيين ضاقوا ذرعاً من دفع الفاتورة الباهظة للتضخم الذي تشهده البلاد.
كما وصل إلى مستويات عالية في دول الاتحاد الأوروبي.
تغيير نمط المعيشة
وقال التقرير إن ارتفاع نسبة التضخم، ساهم في تغيير نمط معيشة الفرنسيين.
كما أثّر حتى على احتفالاتهم بالأعياد، وحجوزاتهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أو العطل الدينية.
وأشار، إلى أن هناك تراجعاً حاداً في نسبة استهلاك اللحوم، بمختلف أصنافها.
فيما يتواصل التدني الكبير في نسبة الحجوزات في النزل والفنادق، بعد أن اختار جل الفرنسيين، توخي سياسة التقشف وعدم الإنفاق كثيراً في الإجازات.
وأضافت القناة الفرنسية، أنه بفعل هذا التضخم، فإن الكثير من الفرنسيين غيَّروا نمط عيشهم ووتيرة استهلاكهم، وأصبحوا يراقبون مصاريفهم وينفقون بأدنى تكلفة ممكنة.
وتابع التقرير، أن خدمات البنزين ورسوم العبور في الطريق والتسوّق، تقلصت أهميتها لدى الفرنسيين بسبب التضخم.
وتعتبر الفنادق أول قطاع يعاني من هذا الوضع، وأكثر القطاعات التي تشهد في هذه الفترة معدلات إقبال منخفضة للغاية.
التقشف
وشهدت بعض المواد الغذائية المعروفة بكثرة في نمط الاستهلاك اليومي للفرنسيين تراجعاً كبيراً، فاستهلاك العجين تقلص بأكثر من 20 بالمئة.
في حين أن اقتناء الدواجن ولحم البقر تراجع بأكثر من 30 بالمئة.
فيما انهارت مبيعات الشمبانيا أو كبد الإوز، وهي من المواد التي يقبل عليها الفرنسيون بكثرة، وفق التقرير.
وأردف التقرير، “لم تتخل بعض الأسر الفرنسية عن احتفالاتها وإجازاتها، لكن التضخم الذي تعيشه البلاد جراء الدعم المقدم لأوكرانيا، بدا واضحاً في عيش المواطنين”.
بل إن العائلات صارت تحسب كل شيء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتسوق”.حسب التقرير.
كما وصل الأمر بالبعض إلى الاعتراف بأنهم باتوا يبدون حرصاً شديداً حيال شراء سلع معينة، ذات اسعار مرتفعة،.
وأنهم يستبدلونها بسلع سعرها أقل، “بحسب ما صرحوا به لقناة “أوروبا 1”.
وخلص تقرير القناة الفرنسية إلى أن قطاع السياحة دفع بدوره فاتورة الوضع الاقتصادي الصعب.
مؤكدا أن البعض من الفرنسيين اختاروا قضاء بعض الأيام على الشواطئ، رخيصة الثمن.
أما بالنسبة للإجازات في أماكن الإقامة الراقية أو النزل السياحية فيبدو أنها اصبحت ترفاً، في ظل تكلفة الغاز الباهظة، وتكاليف أخرى دفعت كثيرين إلى إلغاء هذه الإجازات.