زياد شعبو
تحكي كرة القدم عن أندية تشكلت في مجتمعاتها لتكون وطنا بديلا لمشاعر السكان تصب فيها أحلامهم و أفراحهم وأحزانهم وجنونهم في لحظات غير متوقعة.
وقصة نوتنغهام فورست صفحة من تلك الصفحات الخالدة، من ناد مغمور محليا وسط غابات البلوط التي شكلت هوية المدينة ورمزا للنادي، إلى بطل وطني صعد من الدرجات الدنيا إلى الدوري الإنكليزي ثم إلى القمة عام 1978 ليحصد اول ألقابه المحلية، ويكتب معجزته بطلا لـ أوروبا في موسمي 1979-1980.
في هذا الموسم يعيش النادي على ذكريات الأمجاد ويقترب من المنافس التقليدي في تاريخه ليفربول، يوم قارعه محليا وأوروبيا.
نونو سانتو.. “روبن هود” فورست
عاد نونو سانتو من الباب الضيق إلى الدوري الإنكليزي موسم 2023-2024 مدربا لنادي نوتنغهام فورست في الربع الثاني من الموسم، والمهمة هي إنقاذ النادي من مشوار الهبوط. ونجح سانتو في مهمته ودخل الموسم الحالي في تحدي الكبار أمام سيتي وليفربول وأرسنال وتشلسي، ويحتل المركز الثالث حاليا خلف أرسنال والمتصدر ليفربول بفارق 6 نقاط.
هذا النجاح المبهر يعود لعقلية المدرب البرتغالي في دمج الإمكانيات الحاضرة للاعبيه بخطة مناسبة، إضافة لشخصية سانتو نفسه المتحكمة المنضبطة غير المنفعلة التي انعكست على مستوى الثقة للاعبين أنفسهم، والتفاف الجماهير حول هذه الحبكة الدرامية أشبه ما يكون بقصة “روبن هود” أحد أساطير المدينة.
كريس وود من الخيبة إلى القمة
من مفاجآت الدوري الإنكليزي لهذا الموسم مهاجم الفريق اللاعب النيوزلندي كريس وود، موسم استثنائي في حياة اللاعب بعمر 33 سنة كشف عن حساسيته كمهاجم صندوق من الطراز الرفيع.
لم تكن مسيرة وود حافلة سابقا فقد لعب لـ 11 نادي و تمت إعارته في سبع مناسبات، ولم تتجاوز قيمته السوقية في متوسط مسيرته مبلغ الـ7 ميلون جينه استرليني، وأعلى تقييم مالي كانت في صفقة انتقاله من نيوكاسل يونايتد إلى نوتنغهام فورست قبل موسمين بمبلغ 15 مليون استرليني وهو بعمر الـ 32 سنة .
موسم استثنائي يقدمه اللاعب كهداف تاريخي مع ناديه و رابع هدافي الموسم برصيد 14 هدفا، وأول لاعب يحصل على لقب لاعب الشهر في تاريخ نوتنغهام!
هذه باختصار قصة نجاح وود في هذا الموسم، قصة انتصار حقيقي للموهبة بعد عثرات كثيرة في مشواره، ليشكل حاملا لمشروع النادي المنافس في جدول الترتيب و لتبنى حوله قصة النادي العريق.