هاشتاغ | ترجمة: حسام محمد
نشر موقع “ذا ناشونال نيوز” الأميركي مقالاً، بتاريخ 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أشار إلى أن تبادل الردع بين الولايات المتحدة وإيران أدى إلى حصر الصراع في غزة، ولكن هناك الكثير مما يمكن أن يحدث من أخطاء.
وأشار المقال إلى أن الصحفي المطّلع باراك رافيد ذكر في 12 تشرين الثاني/نوفمبر.. أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتصل بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت للتعبير عن قلقه بشأن تصعيد “إسرائيل” للتوترات في لبنان مع حزب الله، مما يزيد من احتمال نشوب حرب إقليمية.
كما نشرت وكالة “رويترز” قصة موازية في 16 تشرين الثاني/نوفمبر.. حيث وصفت اجتماعاً عُقد في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر بين إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني.
وكشف المقال أنه خلال الاجتماع، قال خامنئي لـ هنية: “أنت لم تقدم لنا أي تحذير بشأن هجومك على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولن ندخل الحرب نيابة عنك”.
ويوضح المقال أن كلا الخبرين يعكسان، في كثير من النواحي، الواقع الذي شهدناه في الشهر ونصف الشهر الماضيين: إدارة بايدن التي سعت إلى تجنب رد الفعل الإسرائيلي المبالغ فيه على هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
من خلال طمأنة “إسرائيل” ودعمها بشكل متكرر. وإيران و”حزب الله” واصلا الضغط على “إسرائيل” والولايات المتحدة، لكن من دون تجاوز الخطوط الحمراء في عملياتهما ضدهما.
بعد فترة وجيزة من 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لأحد المحاورين إن إدارة بايدن وإيران منخرطتان في محادثات عبر القنوات الخلفية.
وبحسب ما ورد استخدم الأمريكيون هذه الرسائل لتحذير طهران من التصعيد.
ولهذا السبب أرسل الرئيس جو بايدن مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لإظهار الدعم لإسرائيل، وفقاً لما أورده كاتب المقال.
ركز منتقدو إدارة بايدن على كيفية دعمها للقصف الإسرائيلي الوحشي على غزة، مما أدى إلى عرقلة كل الجهود لفرض وقف إطلاق النار.
لكن الحقيقة هي أن الأميركيين اتخذوا نظرة باردة ومتشددة للأمور، بغض النظر عن عدد الأرواح الفلسطينية التي أزهقت نتيجة لذلك.
وكشف المقال أنه بالنسبة لواشنطن، هناك أولويتان اليوم: دعم حليف في وقت يشعر فيه ما يعرف بمحور المقاومة المدعوم من إيران بأنه حقق انتصاراً كبيراً في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
واحتضان “إسرائيل” بشكل كامل بحيث تحتفظ الولايات المتحدة بنفوذ كبير على تصرفاتها، مما يسمح لها بأن يكون لها رأي حاسم في النتائج، وخاصة تجنب حرب إقليمية في الفترة التي تسبق عام الانتخابات الأمريكية.
ورغم أنه لا يزال هناك مجال للخطأ، وقليل من المراقبين يطمئنون إلى إمكانية تجنب حرب لبنان، فمن أجل فهم ديناميكيات ما ينتظرنا.
ربما يكون من الأفضل أن ننظر إلى هذا من خلال منظور ما يقرره الأميركيون والإيرانيون، لأنهما يمثلان النقطة المرجعية النهائية لحلفائهما، ويبدو أنهما يريدان في الوقت الحالي منع الأسوأ.
تطمينات أميركية
في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أرسل البيت الأبيض عاموس هوشستين، المبعوث الأمريكي الخاص، مرتين، أولاً إلى بيروت ثم لاحقًا إلى “إسرائيل”.
أشار المقال إلى أنه في ظاهر الأمر، أخبر هوشستين اللبنانيين والإسرائيليين أنهم بحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار على طول حدودهم.
وأرسل أيضاً رسالة تطمينات مباشرة إلى “حزب الله”، مفادها أن الولايات المتحدة لا تنوي ضرب الحزب.
وفي خطابه بعد أيام من زيارة هوشستاين إلى بيروت، اتخذ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، موقفاً منضبطاً إلى حد ما بشأن الصراع.
وامتنع عن الانخراط في لغة تصعيدية. ووفقاً لـ رافيد، رأى الأمريكيون في ذلك “علامة على أن رسائلهم مسموعة”.
هل يتغير موقف إيران و”حزب الله”؟
يبدو أن ما يجري اليوم هو “تبادل للردع” بين الولايات المتحدة وإيران، والذي يشمل حليفتيهما “إسرائيل” و”حزب الله”.
ويريد الجانبان الابتعاد عن حرب من شأنها أن تدمر المنطقة، ولكنهما يسعيان أيضاً إلى تجنب الخطوات التي تقوض تصوراتهما عن قوتهما وقوة حلفائهما، والتي تشكل ضرورة أساسية لردع أعدائهما بشكل موثوق.
ولهذا السبب لا تزال هناك أسئلة حول ما إذا كانت “إسرائيل” ستشكل تهديداً وجودياً لحماس، سيغير موقف إيران و”حزب الله”.
وفي حين أن هذا ممكن، يتساءل كاتب المقال أيضاً، إذا لم يدخل “حزب الله” الحرب بشكل كامل بالفعل، فلماذا يفعل ذلك بعد أشهر من الصراع الذي عانت فيه غزة بشكل كبير؟
المصالح ليست هي نفسها
هذا يعيدنا إلى محادثة خامنئي مع هنية. إذا كان التقرير دقيقاً، فإنه يشير إلى أنه في حين أن إيران لا تزال ملتزمة بالتحالف مع “حماس”.
فإنها غير مستعدة لدفع ثمن باهظ لتوقيت “حماس” للهجمات إذا فاجأ ذلك أطراف آخرين في محور المقاومة.