خطط الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت لتسليم نفسه للبريطانيين وطلب اللجوء عقب هزيمته بمعركة واترلو (Waterloo) وتنازله عن عرش فرنسا للمرة الثانية يوم 22 حزيران/يونيو 1815،
ومن خلال ذلك، آمن بأن يسمح له البريطانيون بالذهاب للولايات المتحدة الأميركية وقضاء ما تبقى من حياته هنالك.
غير أنه بدلاً من ذلك، اتجه البريطانيون لإصدار قرار تم من خلاله نقل الإمبراطور الفرنسي السابق نحو المنفى بجزيرة سانت هيلينا في عرض المحيط الأطلسي حيث قضى ما تبقى من حياته وتوفي بحلول 5 أيار/ مايو 1821.
فيما لم يتردد العديد من أفراد عائلته في الذهاب لأميركا والاستقرار بها، إذ فضل عدد منهم التوجه لهذه الدولة بهدف بدء حياة جديدة بها.
جيروم بونابرت
سافر جيروم بونابرت (Jérôme Bonaparte) أصغر أشقاء نابليون بونابرت،نحو الولايات المتحدة، عام 1803 تزامناً مع عقد صفقة لويزيانا التي باع من خلالها نابليون بونابرت هذه المنطقة الفرنسية للأميركيين.
وفي أميركا، تزوج جيروم من امرأة أميركية وأنجب منها طفلاً مثيرا بذلك غضب شقيقه نابليون.
مع عودته لأوروبا سنة 1805، رفض نابليون بونابرت السماح لزوجة شقيقه بالنزول في الأراضي الفرنسية لتعود بذلك أدراجها نحو وطنها تزامناً مع إلغاء زواجها بجيروم.
في حين حصلت على راتب سنوي بلغت قيمته 60 ألف فرنك فرنسي.
خلال السنوات التالية، حصل حفيدا جيروم بونابرت على مكانة هامة في الولايات المتحدة.
فبينما خدم حفيده الأول جيروم نابليون بونابرت الثاني (Jerome Napoleon Bonaparte II) بالجيشين الأميركي والفرنسي، شغل حفيده الثاني شارل جوزيف بونابرت (Charles Joseph Bonaparte) منصب وزير البحرية بحكومة ثيودور روزفلت وساهم في إنشاء مكتب التحقيقات الفيدرالية.
جوزيف بونابرت
بمنطقة بوردنتاون (Bordentown) في ولاية نيوجيرسي، امتلك جوزيف بونابرت (Joseph Bonaparte)، شقيق نابليون بونابرت، إقامة عرفت بـ”بوينت بريز” (Point Breeze). وتواجدت بهذه الإقامة العديد من المجوهرات والأعمال الفنية التي حصل عليها جوزيف بونابرت ما بين عامي 1808 و1813 أثناء اعتلائه لعرش إسبانيا.
مع وفاة نابليون بونابرت سنة 1821، خففت القوى الأوروبية القيود المفروضة على عائلة بونابرت والموالين لها.
وبفضل ذلك، استقبلت بوينت بريز العديد من المهاجرين من أقارب الإمبراطور الفرنسي السابق.
فيما لم يكن جوزيف بونابرت من المعجبين بالثقافة الأميركية حيث فشل في التأقلم وحافظ على حنينه لفرنسا.
فغادر الأراضي الأميركية ليعود نحو أوروبا بأكثر من مناسبة. وسنة 1839، غادر “بوينت بريز” بشكل نهائي وفارق الحياة في فلورنسا الإيطالية سنة 1844.
بقية أفراد عائلة بونابرت
تماماً كشقيقه جيروم، أثار لوسيان بونابرت (Lucien Bonaparte) غضب شقيقه نابليون بسبب زواجه. وبسبب ذلك، اتجه لوسيان للرحيل مفضلاً الهجرة نحو الولايات المتحدة سنة 1810.
إلا أنه لم يبلغ الأراضي الأميركية حيث اعترضت سفن بريطانية سفينته واقتادته نحو المنفى في إنجلترا.
ومع تنازل نابليون بونابرت عن العرش، حاول لوسيان السفر إلى الأراضي الأميركية لكنه فشل في ذلك مجدداً بسبب معارضة القوى الأوروبية للأمر.
وأمام هذا الوضع، قضى لوسيان بقية حياته في إيطاليا.
في حين نجح اثنان من أبنائه في الهجرة نحو أميركا.
وكلوسيان، لم يتمكن لويس بونابرت من السفر نحو الولايات المتحدة وقضى بقية حياته في إيطاليا.
في المقابل، تواجد ابنه لويس نابليون بونابرت بالأراضي الأميركية لوهلة واعتقل هناك ونقل نحو نورفولك بولاية فرجينيا من قبل الملكية الفرنسية.
مع عودته لفرنسا، قاد لويس نابليون بونابرت محاولات انقلابية قبل أن يفوز بالرئاسة سنة 1848. وفيما بعد، أصبح إمبراطوراً وحكم فرنسا لحدود عام 1870.
من جهة ثانية، سافر أبناء كارولين بونابرت، شقيقة نابليون بونابرت وزوجة المارشال يواكيم مورات التي نفيت نحو النمسا، نحو الولايات المتحدة.
وبينما قضى آشيل مورات (Achille Murat) أغلب حياته بفلوريدا وشارك بحرب السيميول، استقر شقيقه لوسيان مورات بـ”بوينت بريز”.
http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
