من المقرر أن يزور اليوم وفد أميركي الى الخليج وحيث سيزور السعودية والإمارات العربية المتحدة قبل التوجه الى مصر والأردن وللبحث في شتى قضايا أمنية وجو سياسية تحدد إطار العلاقة والشراكة بين إدارة جو بايدن والحلفاء التقليديين في المنطقة.
وحسب ما نقلت “الحرة” فإن الزيارة التي يقودها المستشار الأعلى في البيت الأبيض بريت ماغورك ستشمل مستشار الخارجية ديريك شوليت، مساعد شؤون الشرق الأدنى الموقت جووي هود ومسؤولة وزارة الدفاع عن الشرق الأوسط دانا سترول، هي “الأرفع والأكبر” لإدارة جو بايدن للمنطقة منذ توليه الرئاسة.
البرنامج حتى الساعة يبدأ من السعودية والإمارات نهاية الأسبوع ومن ثم مصر والأردن وهو يتقاطع مع الجولة الثانية من المحادثات الغير المباشرة التي تقودها واشنطن والدول الأوروبية مع طهران في فيينا. توقيت الزيارة وخطوطها العريضة تستند الى اعتبارات، من أهمها انتهاء المراجعة لهذه الدول داخل ادارة بايدن بين المكاتب المعنية والتي تحدد نوع السياسة والأهداف الاستراتيجية للعلاقة بين واشنطن وهذه الدول. من هنا مشاركة مسؤولين من المكاتب والوزارات المختلفة التي تشرف على العلاقة ما يعكس العودة الى نهج بيروقراطي يختلف عن أيام دونالد ترامب الذي تخطى الدوائر الرسمية وأوكل أوجه من العلاقة لصهره جاريد كوشنر.
كما تهدف الزيارة، إلى إحراز تقدم في الملف الإيراني خلال محادثات فيينا واحاطة الحلفاء علما بهذا المجال، وهنا “تتفادى ادارة بايدن أخطاء باراك أوباما في التعاطي مع إيران وحيث أبقى الرئيس السابق الاتصالات سرية وأكثر غموضا مع طهران قبل الاتفاق في 2015”.
اليوم تسعى الادارة الجديدة طمأنة الحلفاء وتهدئة الخلافات حول المحادثات الجارية للاتفاق والتي قد تمهد الى رفع جزئي للعقوبات خلال أسبوعين مقابل كبح الأنشطة النووية وإبطاء ساعة التخصيب.
وتسعى الزيارة إلى البحث بضمانات أمنية لدول الخليج، ومن ضمنها “التركيز الأميركي هنا يقع في شقين. الأول طمأنة دول الخليج حيال المظلة الدفاعية الأميركية، باستمرار الحضور الدفاعي والبحري في مياه الخليج لردع إيران، والموافقة على بيع طائرات أف-٣٥ للإمارات”. ويرتبط الشق الأمني الثاني بتثبيت موقع واشنطن كالشريك الدفاعي الأول لهذه الدول بينهم مصر، وضمان استمرار ذلك مع دخول كل من الصين وروسيا السوق الدفاعي لهذه الدول.
أما بالنسبة إلى النقلة الأميركية من أفغانستان، فإن الزيارة الأميركية تأتي على وقع انسحاب الناتو وواشنطن من أفغانستان واعادة رسم الوجود الأميركي في شرق آسيا. في هذا الإطار تأتي محورية الدول الخليجية كنقطة تواجد لواشنطن، ومع تلميح قائد القيادة الوسطى فرانك ماكينزي بأن معظم هذه القوات سينتقل إلى دول المنطقة. هنا الولايات المتحدة ترى أن انسحابها من أفغانستان قد يزيد العبئ على الصين في حال اختارت الدخول كلاعب على الأرض في حين التواجد في الشرق الأوسط هو أقل كلفة وأكثر استراتيجية.
اذا، نظرة بايدن إلى المنطقة تنطلق من الحفاظ على هذه التحالفات إنما وضعها في سياق استراتيجي يتوافق مع المصالح الأميركية. واستقرار الخليج وضمان تعاون هذه الدول فيما بينها ومع “اسرائيل” وعدم توجههم شرقا مقابل كبح أنشطة إيران النووية هو الهدف العملي اليوم للادارة فيما تركز على تهديدات أكبر من العملاق الصيني.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام