أسهمت عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في ارتفاع عدد المهاجرين اليهود بشكل عكسي من “إسرائيل”، حيث فقد الآلاف منهم شعورهم بالأمان والاستقرار في دولة الاحتلال، وبدأوا بالبحث عن وجهات جديدة للعيش فيها.
وبحسب إحصاءات رسمية نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، فإن عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل بنهاية 2020 بلغ 756 ألفا ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات السابقة.
ولكن هذا الرقم ارتفع بشكل ملحوظ منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، وهو تاريخ بدء عملية طوفان الأقصى.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الدول الأوروبية هي الوجهة الأولى للمهاجرين اليهود من “إسرائيل”، حيث تسهل عليهم الحصول على تأشيرات اللجوء أو الجنسية، خاصة الدول التي تعترف باليهود كأقلية مضطهدة في التاريخ، مثل البرتغال وفرنسا وألمانيا وبولندا.
أقرأ المزيد: إسرائيل تعلن أسباب فشل قوات البحرية بتوقع عملية طوفان الأقصى
وقد أعلنت البرتغال مؤخرا عن السماح لليهود بالحصول على تأشيرات اللجوء، بشرط حملهم جواز سفر إسرائيلياً، وهو ما دفع عددا كبيرا من الإسرائيليين إلى تقديم طلبات لجوء إلى هذه الدولة الأوروبية، وفقا لما ذكرته القناة “الـ 12” الإسرائيلية.
وكشف موقع أخبار تأشيرة شنغن الأوروبي، عن زيادة إقبال الإسرائيليين على طلبات الحصول على الجنسية الأوروبية.. حيث ارتفعت نسبة الطلبات البرتغالية بنسبة 68%، والفرنسية بنسبة 13%، والألمانية والبولندية بنسبة 10% لكل منهما.
وتعد هذه الظاهرة مفارقة غريبة، إذ أن “إسرائيل” كانت تعتمد على قانون العودة الذي أقرته في يوليو/تموز 1950، والذي يعطي اليهود حق الهجرة إلى إسرائيل والاستقرار فيها ونيل الجنسية الإسرائيلية، بهدف جذب يهود العالم إلى فلسطين التاريخية، وتعزيز السكان اليهود فيها.
ولكن مع مرور الوقت، بدأ اليهود يفقدون الاهتمام بالهجرة إلى “إسرائيل”.. ويزدادون رغبة في الهجرة منها، وهو ما يعكس فشل حكومات الاحتلال في تحقيق مشروعها الصهيوني.
وتتزامن هذه الهجرة العكسية مع تصاعد العنف والتوتر في الأراضي المحتلة.. حيث تواجه “إسرائيل” هجمات متواصلة من قبل المقاومة الفلسطينية، التي تستهدف تل أبيب والمدن الإسرائيلية بصواريخها الدقيقة والمتطورة. ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية.
وتشير الدراسات والاستطلاعات إلى أن السبب الأبرز لهذه الهجرة العكسية، هو فقدان الإسرائيليين شعور الأمان بسبب تزايد عمليات المقاومة الفلسطينية. التي أثبتت قدرتها على كسر الرادارات والقبة الحديدية الإسرائيلية، وإحداث خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.