هاشتاغ-ديانا جبور
في أكثر الخيالات جموحا، لم يكن أحد ليتصور الكيفية التي انفجر بها البركان السوري.
كان سطح العلاقة بين الدولة والمجتمع يتمزق هنا أو هناك، ويرمي حمما صغيرة لاتلبث دينامية المصالح أن تبردها وتردم فجواتها.. ماذا عن الآن؟
شبكة المصالح متعطلة ومهترئة، نسير أفرادا ومنظومات ومنظمات بقوة العطالة أوالادّعاء والإنكار.
أما الأصوات فلم تعد عبارة عن همهمات خافتة ونافرة لفرديتها وقلتها، بل هناك صراخ واستصراخ يصم الآذان، يفيد بأن الكيل قد طفح ..
لكن يبدو بالفعل أن هناك من يتعمد أن يدير ظهره ويصور هذا الأنين كجلبة لا داعي لأن يفتح بها مغاليق العقل والقلب.
لكن، أهي فقط لا مبالاة وسوء تقدير ؟
الأمور بخواتيمها، كلما هدأ الجمر استُفز الشارع بما يحرك الرماد ويعيد تأجيج النار.. وأنا هنا لا أتحدث عن الغلاء أو البحبوحة، بل عن الاحترام وأداء الحد الأدنى من اشتراطات العمل العام، والذي يوكل “شرطا” لمن هم فوق شبهات الولاء من عدمه..
صارت حوادث الموت المفجعة بسبب الإهمال يومية، وهذا بحد ذاته مهين، لكن الصفعة التالية لا تلبث أن تأتينا بالازدراء واللامبالاة ..
باص مزدحم يلفظ شابا يقع تحت عجلاته ويموت ولا يُقال أو يستقيل أحد من المواصلات أو المرور أو..
ريكار بحجم بلدة يبتلع فتاة فيعفى موظفان صغيران لاحول لهما ولا قوة.
تقطع شرايين الحياة اليومية من كهرباء وبنزين ومازوت، فتغلق المدارس والمعامل والشركات وحتى البيوت.. ولا أحد يتفضل علينا بشرح..
هل الحليف الذي يعاقبنا العالم بسببه، متطلب يريد المزيد؟ دعونا نعرف، ودعوه يعرف موقف الشارع.
أما الصمت وهو صنو الذنب، فيرحّل المسؤولية إلى السلطات المحلية.
من الفنون وهي قوت القلوب، إلى العلوم وهي قوت العقول، إلى البذور وهي قوت الضلوع، يفتك بنا الإهمال والازدراء وسوء التقدير كما لو أن القائمين على الإدارات لا يؤدون باتقان وتفان سوى مهمة واحدة طاردة لمن يفترض أن يحافظوا عليهم بحكم الوظيفة، وأن يفتكوا بعلاقة المواطن بالوطن، بعد أن أفلحوا من قبل، بنجاح منقطع النظير، بتفتيت أواصر الصلات الواهية والبعيدة، ومن بعد الوثيقة والقريبة.
الواقع مأساوي والاحتمالات مفزعة.