Site icon هاشتاغ

هل تتجه الأزمة الأوكرانية نحو المنعطف الأخطر؟

هل تتجه الأزمة الأوكرانية نحو المنعطف الأخطر؟

هل تتجه الأزمة الأوكرانية نحو المنعطف الأخطر؟

كشفت تقارير إعلامية عن مفاجأة قد تخطط لها كييف في حال توقف المساعدات الأمريكية، وخاصة بعد احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير المقبل.

وتأتي هذه التقارير في وقت أبدى فيه “البنتاغون” قلقه من صعوبة تخصيص الأسلحة المتبقية لأوكرانيا قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ونقلت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عن تقرير أعده باحثون أوكرانيون أن كييف قد تتمكن من تطوير قنبلة نووية خلال أشهر في حال توقفت المساعدات الأمريكية.

ويُقال إن القنبلة يمكن تصنيعها باستخدام البلوتونيوم الناتج عن قضبان الوقود المستهلك في المفاعلات النووية.

من جانبها، ردت وزارة الخارجية الأوكرانية على هذه التقارير بنفي قاطع، وأكد المتحدث باسمها، جورجي تيخي، أن بلاده تلتزم تماما بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأنها لا تمتلك أو تطور، ولن تسعى لتطوير أسلحة نووية.

كما زعم أن أوكرانيا تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتلتزم بالشفافية فيما يتعلق بمراقبة المواد النووية، باستثناء استخدام تلك المواد للأغراض العسكرية.

هل تسعى أوكرانيا بالفعل لتصنيع قنبلة نووية؟

التساؤلات حول نية أوكرانيا لتطوير سلاح نووي تزايدت في أعقاب تقارير صحفية، مثل تلك التي نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية، التي أشارت إلى أن أوكرانيا قد تسعى لامتلاك قنبلة نووية في حال فشلت الجهود السياسية لتسوية النزاع، بما في ذلك احتمال عدم انضمامها إلى حلف “الناتو”.

وفي هذا السياق، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرح في وقت سابق خلال زيارة إلى الولايات المتحدة أنه “إما أن تمتلك أوكرانيا أسلحة نووية، وبالتالي تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها، أو أن تنضم إلى تحالف ما، مشيرا إلى أن أوكرانيا لا تملك تحالفات فعالة غير حلف الناتو”.

وفي ظل هذه التقارير المتناقضة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع وسائل الإعلام في دول مجموعة “بريكس” أن روسيا لن تسمح تحت أي ظرف بظهور أو تصنيع أسلحة نووية في أوكرانيا.

ويزداد النقاش حدة بشأن ما إذا كانت أوكرانيا ستتجه إلى تطوير سلاح نووي في حال توقف المساعدات الأمريكية، خاصة إذا تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير المقبل.

المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، قال إن أوكرانيا تملك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، خاصة إذا توفرت لها المواد اللازمة مثل البلوتونيوم.

وأشار إلى أن أكبر التحديات تكمن في بناء منظومة التفجير النووي، وهي خطوة معقدة وتتطلب وقتا طويلا، ومع ذلك، فإن بريطانيا قد تكون قادرة على تزويد أوكرانيا بالتكنولوجيا اللازمة لتطوير المنظومة التفجيرية، بحسب ما نقله موقع “إرم نيوز”.

وقال البني إن روسيا تأخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يزيد من خطر التصعيد في المنطقة بشكل كبير، ويؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب، وهو ما ستكون له تداعيات كارثية على أوروبا.

وفيما يتعلق بمزاعم استخدام أوكرانيا للأسلحة الكيميائية ضد الجنود الروس، أضاف البني أن هناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى أن أوكرانيا قد بدأت في تصنيع القنبلة النووية كوسيلة لابتزاز روسيا والغرب في حال توقف المساعدات الأمريكية بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

من جهته، أكد نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن الحديث عن امتلاك أوكرانيا للسلاح النووي يعتبر في الأساس دعاية إعلامية، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأوكرانية نفت مرارا تلك الادعاءات.

كما أضاف أن أوكرانيا قد تكون في وضع يسمح لها باستخدام نفايات مفاعلاتها النووية لتصنيع سلاح نووي، لافتا إلى أن  أوكرانيا تمتلك 12 محطة نووية، ما يعني أن استخدام نفايات هذه المحطات قد يكون خيارا، لكن هذا الأمر لا يزال بعيدا عن الواقع في الوقت الراهن.

وأشار رشوان إلى أن التصريحات الإعلامية حول قدرة أوكرانيا على تصنيع قنبلة نووية، مثل تلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي، قد تكون جزءا من استهلاك إعلامي الهدف منه رفع الروح المعنوية، لكنه لا يعكس حقيقة الوضع على الأرض.

كما أكد أن أوكرانيا تستمر في شجب تهديدات روسيا باستخدام السلاح النووي؛ مما يعني أن هذا السيناريو مستبعد في الوقت الحالي.

وأشار رشوان إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من الكونغرس الأمريكي زيادة حجم المساعدات لأوكرانيا قبل مغادرة منصبه في كانون الثاني/يناير المقبل، في حين أكد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنه سيبلغ الرئيس الروسي بوتين أنه في حال عدم موافقة روسيا على إنهاء النزاع الأوكراني، فإنه سيزيد من المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا، ربما بمقدار أكبر من تلك التي كانت تُرسل في فترة رئاسة بايدن، بحسب زعمه.

ورغم تأكيدات كييف بأنها تلتزم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تبقى التطورات السياسية والعسكرية مفتوحة على كافة الاحتمالات في المستقبل القريب.

Exit mobile version