Site icon هاشتاغ

هل تشهد الأرض السورية صدامات تركية – إسرائيلية وشيكة؟

هل تشهد الأرض السورية صدامات تركية - إسرائيلية؟

أكد خبراء استراتيجيون ومختصون في العلاقات الدولية، أن خروج تل أبيب وأنقرة عن التفاهمات التي تم الوقوف عليها حول تقاسم المصالح والنفوذ في سوريا، مع سقوط نظام بشار الأسد، ينذر بصراع إقليمي محتمل.

وقال الخبراء، إن الخلاف العمودي بين تركيا وإسرائيل قائم على تجاوز خطوط حمراء وضعت بين الجانبين في سوريا بعد 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفقا لما نقله “إرم نيوز”.

وأوضحوا أن ما يجري في الجنوب السوري من تمدد عسكري إسرائيلي من جهة، في وقت تتحكم فيه أنقرة بالفصائل المسلحة التي يستند عليها نظام أحمد الشرع، يضع المواجهة بينهما على الطريق، خاصة مع إعلان تركيا بناء بعض القواعد العسكرية هناك.

وكان تقرير إسرائيلي، قد كشف أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة ممارسة الضغط على أنقرة لمنع إقامة 3 قواعد تركية في سوريا، ومنع إنشاء “منظمات معادية” لإسرائيل في سوريا.

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” إن التوترات بين إسرائيل وتركيا بشأن مستقبل سوريا بدأت تطفو على السطح.

وأشار إلى توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، رسالة حاسمة إلى إسرائيل بقوله: “أولئك الذين يسعون إلى الاستفادة من عدم الاستقرار في سوريا من خلال تأجيج الانتماء العرقي والديني، عليهم أن يعرفوا أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، ولن نسمح بتقسيم سوريا كما يتصورون برسم الخرائط”.

وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد يوسف النور، إن ما يحدث بين تركيا وإسرائيل من تصعيد هو متوقع بعد انهيار النظام السوري السابق، لافتا إلى عدة أسباب تؤدي إلى هذا التنافس الجيوسياسي على تقاسم المصالح، وفي صدارتها “الكعكة السورية”.

وأوضح النور، أن التغيير الجيوستراتيجي في المنطقة إثر سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مازال له تداعيات لم تتضح معالمها حتى الآن على دول المنطقة.

وأكد أن الخلاف العمودي بدأ بين أنقرة وتل أبيب بعد تجاوز متبادل لتفاهمات وخطوط حمراء وضعت بين الجانبين في وقت سابق، عند التنسيق بشأن تقاسم المصالح مع الأحداث التي شهدتها سوريا، وصولا إلى سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وأشار النور إلى أنه لم يكن هناك تصور بأن يتحول التصعيد الإسرائيلي – التركي إلى صراع في ظل تصاعد النزاع بينهما بهذه السرعة حول تقاسم “الكعكة السورية” التي تعتبر النقطة الأضعف في كل قضايا المنطقة وتهدد دولها ومكوناتها.

واليوم، اتضحت معالم الصفقة التي بات الخلاف عليها حول مواقع وخطوط تم تحديدها بين أنقرة وتل أبيب في وقت سابق، لكن يبدو أن هناك عدم التزام بذلك من قبل الطرفين، وفق النور.

وقال إن ذهاب الطرفين إلى عدم الالتزام بما تم التفاهم حوله من قبل بخصوص سوريا، ساهم بتوليد توتر بين أنقرة وتل أبيب، مع ما يجري في الجنوب السوري من تمدد عسكري إسرائيلي من جهة، في وقت تتحكم فيه أنقرة بالفصائل المسلحة التي يستند عليها نظام أحمد الشرع، وأيضا ذهاب تركيا إلى تغيير تفاهمات متبادلة مع إسرائيل حول شمال شرقي سوريا، فيما يخص وجود قوة عسكرية مسلحة تعاديها أنقرة، مما جاء بالاستهداف التركي لها دون تنسيق مع تل أبيب.

المطامع التركية

من جانبه، أكد الباحث في العلاقات الدولية، مروان حداد، أنه مع الهيمنة المطلقة على مقدرات القرار السوري فيما يتعلق بوجود واسع للقوات التركية، والتحكم في مؤسسات سيادية، وصولا لشعبة الاستخبارات والرئاسة السورية، وسيطرة شخصيات تركية على مفاصل الدولة، وذلك بالتزامن مع إعلان تركيا بناء بعض القواعد العسكرية، تتضح أشكال “المطامع” التركية، مما يجعل تل أبيب ترى أن ذلك لم يكن متوافقا مع ترتيبات ما قبل إسقاط النظام السوري مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وبيّن حداد، أن هناك تداخلا بين أنقرة وتل أبيب، لاسيما مع توسع إسرائيل في جنوب سوريا، والتمدد في وقت قد يعطل أي عملية عسكرية لتركيا تجاه قوات “قسد”، في ظل ما حققته إسرائيل من استغلال لمكونات سورية في الجنوب، ليتحول المخطط الإسرائيلي إلى تعضيد التوافق مع مجموعات حاضرة في شمال شرقي سوريا، الأمر الذي تراه تركيا تهديدا لخطط استحواذها وهجماتها العسكرية على مجموعات تراها أنقرة “إرهابية”.

ولفت إلى أن إسرائيل ستصل إلى أطراف دمشق لتقويض حكم أحمد الشرع بشكل تدريجي، وضرب المجموعات المسلحة التي يعتمد عليها، وهو ما ظهر ملامحه بعد تعامل تل أبيب مع مناورة عسكرية في طرطوس.

وشرح حداد ذلك قائلا: “بعد إنهاء مناورة في طرطوس لإحدى فرق القوات السورية، التي تحتوي على نسبة كبيرة من مقاتلي الحزب التركستاني، باستخدام أسلحة متطورة ورادارات صينية، قامت تل أبيب بتدمير هذه التجهيزات العائدة للقوات السورية، وقتلت عددا من المحاربين، لكن قبل أن تقوم بهذا العمل، أرسلت رسائل صوتية إلى من يحملون هواتف في المنطقة، ووصلت التهديدات إلى هواتف بعض المقاتلين، ما يؤكد أن هناك اختراق لشبكة الهواتف السورية”.

Exit mobile version